للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه بعض الأصول التي وضعها العياشي، ونسبها للأئمة الأطهار حتى يحكم فريته. وفي ظلماتها يمكن معرفة ما عليه هذا التفسير من جعل الأئمة هم المراد من كثير من كلمات القرآن الكريم، وحصر هذا يطول ذكره، ويكفي أن نذكر بعض الأمثلة: يروي العياشي عن سلام عن أبي جعفر في قوله: آمَنَّا بِاللهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا [البقرة:١٣٦] قال: إنما عنى بذلك عليَّا والحسن والحسين وفاطمة، وجرت بعدهم في الأئمة. قال: ثم يرجع القول من الله في الناس فقال: فَإِنْ آمَنُواْ يعني الناس بِمِثْلِ مَآ آمَنتُم بِهِ يعني عليَّا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من بعدهم فَقَدِ اهْتدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ [البقرة:١٣٧] (١). وعن أبي عبدالله في قول الله صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً [البقرة:١٣٨] قال: الصبغة معرفة أمير المؤمنين بالولاية في الميثاق (٢). وعن بريد بن معاوية العجلي عن أبي جعفر قال: قلت له: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا [البقرة:١٤٣] قال نحن الأمَّة الوسطى، ونحن شهداء الله على خلقه، وحجّتْه في أرضه (٣). وعن أبي عبدالله في قوله تعالى: وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ [البقرة: ١٢٤] قال: أتمهن بمحمد وعلي والأئمة من ولد علي (٤).وعن أبي جعفر أن الولاية هي المراد من قوله تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ [المائدة:٦٦] (٥) وعن أبي عبدالله، وعن أبيه، أن أصحاب القائم - أي الإمام الثاني عشر-هم الأمة المعدودة التي قال الله في كتابه: وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ [هود:٨] (٦). وعن أبي جعفر أن علياً هو المراد من كلمة النور في قوله تعالى: فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ [الأعراف١٥٧] (٧). وعن أبي عبدالله في قوله تعالى: وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ [النحل:١٦] قال: هم الأئمة (٨). وعن أبي جعفر: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ: وهو محمد، وَالإِحْسَانِ: وهو على، وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى [النحل:٩٠] وهو قرابتنا. أمر الله العباد بمودتنا وإيتائنا، ونهاهم عن الفحشاء والمنكر: من بغى على أهل البيت، ودعا إلى غيرنا (٩).


(١) (١/ ٦٢)، والآيتان الكريمتان في سورة البقرة: (١٣٦، ١٣٧)، وقبلهما وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * البقرة:١٣٥*?.
(٢) (١/ ٦٢)، والآية الكريمة هي (رقم ١٣٨) من سورة البقرة، أي بعد الآيات السابقة.
(٣) (١/ ٦٢)، والآية الكريمة هي (رقم ١٤٣) من السورة نفسها.
(٤) (١/ ٥٧)، الآية الكريمة هي (رقم ١٢٤) من السورة نفسها أيضاً.
(٥) (١/ ٣٣٠)، والآية الكريمة هي (رقم ٦٦) من سورة المائدة.
(٦) (٢/ ١٤٠، ١٤١)، والآية الكريمة الثامنة من سورة هود.
(٧) (٢/ ٣١)، والآية الكريمة هي (رقم ١٥٧) من سورة الأعراف.
(٨) (٢/ ٢٥٦)، والآية الكريمة هي (رقم ١٦) من سورة النحل.
(٩) (٢/ ٢٦٧)، وسبق من قبل ذكر رواية أخرى عن أبي عبدالله في التحريف لهذه الأية.

<<  <  ج: ص:  >  >>