للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من هذه الروايات " أن آدم لما أكرمه الله تعالى بإسجاد ملائكته له، وبإدخاله الجنة، قال: هل خلق الله بشراً أفضل مني؟ فعلم الله عز وجل ما وقع في نفسه فناداه، ارفع رأسك يا آدم، وانظر إلى ساق العرش، فنظر إلى ساق العرش فوجد عليه مكتوباً: لا إله إلاَّ الله، محمد رسول الله، علي بن أبي طالب أميرالمؤمنين، وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. فقال آدم: يا رب من هؤلاء؟ فقال عز وجل: يا آدم، هؤلاء ذريتك، وهم خير منك ومن جميع خلقي، ولولاهم ما خلقتك، ولا الجنة ولا النار، ولا السماء ولا الأرض، فإياك أن تنظر إليهم بعين الحسد، فأخرجك عن جواري، فنظر إليهم بعين الحسد وتمنى منزلتهم، فتسلط عليه الشيطان حتى أكل من الشجرة التي نهي عنها، وتسلط على حواء فنظرت إلى فاطمة بعين الحسد حتى أكلت من الشجرة كما أكل آدم، فأخرجهما الله تعالى من جنته، وأهبطهما من جواره إلى الأرض ".ثم عقب صاحب (الميزان) بقوله: " وقد ورد هذا المعنى في عدة روايات، بعضها أبسط من هذه الرواية وأطنب، وبعضها أجمل وأوجز " (١). وروى عن الكليني في قوله تعالى " ٣٧: البقرة ": فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ [البقرة:٣٧] قال: " سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ". وعقب بقوله: " وروي هذا المعنى أيضاً الصدوق والعياشي والقمي وغيرهم " (٢). وروى عن الكليني أيضاً: " إن الله أعز وأمنع من أن يظلم، أو ينسب نفسه إلى الظلم، ولكنه خلطنا بنفسه، فجعل ظلمنا ظلمه، وولايتنا ولايته، ثم أنزل الله بذلك قرآناً على نبيه فقال: وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [البقرة: ٥٧] , الأعراف:١٦٠ [(٣)] وعن الكافي كذلك: " إذا جحدوا ولاية أمير المؤمنين فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون (٤).وعن العياشي أن الإمام الصادق قال: " الذين باءوا بسخط من الله هم الذين جحدوا حق علي وحق الأئمة منا أهل البيت، فباءوا بسخط من الله " (٥).وعنه كذلك في قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ [البقرة: ١٥٩] عن الإمام الصادق: نحن نعنى بها، والله المستعان، إن الواحد منا إذا صارت إليه لم يكن له أو لم يسعه إلاَّ أن يبين للناس من يكون بعده (٦).وعن العياشي أيضاً أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((لا دين لمن لا تقية له)) (٧).وعن القمي والكافي في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ [الأنفال: ٢٤]، رويا أنها نزلت في ولاية الإمام علي (٨).

ومن هذا كله يتضح أثر الإمامة في هذا التفسير، وهو بلا شك أكثر غلواً من تفسير الطوسي، بل من الطبرسي، وأبحاثه الروائية نقلها من القمي والعياشي والكليني وغيرهم، فهو في هذا لا يكاد يفترق عن باقي الضالين.

المصدر:مع الشيعة الاثني عشرية في الأصول والفروع لعلي السالوس - ص٥٧٦


(١) (١/ ١٤٤ - ١٤٥).
(٢) (١/ ١٤٩).
(٣) (١/ ١٩٣)، والآية هي رقم (٥٧) من سورة البقرة (١٦٠): الأعراف.
(٤) (١/ ٢١٩).
(٥) (٤/ ٧٣).
(٦) ((الميزان)): (١/ ٣٩٧).
(٧) (٣/ ١٧٤).
(٨) انظر (٩/ ٥٩ – ٦٠)، والآية الكريمة في سورة الأنفال: الآية (٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>