((سلموا على أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي، بإمرة المؤمنين فإنه زر الأرض الذي تسكن إليه، ولوفقدتموه أنكرتم الأرض وأهلها، فرأيت عجل هذه الأمة وسامريها راجعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا: حق من الله ورسوله؟ فغضب رسول الله, ثم قال: حق من الله ورسوله، .. فقالا: ما بال هذا الرجل ما زال يرفع خصيصة ابن عمه)) (كتاب سليم بن قيس) (ص١٦٧). وهل يعقل أن الرسول عليه السلام يجعل أحداً أمير المؤمنين وهو حي موجود ثم ولا يعلمه أحد ولا يخبر بذلك في السقيفة عندما جرى هنالك ما جرى بين الأنصار والمهاجرين، ولكن القوم ليس لهم قلوب يفقهون بها، ولا أعين يبصرون بها، أولئك كالأنعام بل هم أضل.
وتجرأ هذا اللعين إن كان هو القائل، أو من نسب إليه هذا واخترعه باسمه، وافترى على أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، زوجته، أم المؤمنين - بما فيهم علي وعائلته لأنهم من المؤمنين، وأزواجه أمهاتهم - على الصديقة الطيبة الطاهرة بشهادة القرآن، فقال:
دخل علي عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعائشة قاعدة خلفه .... فقعد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين عائشة فغضبت وقالت: ما وجدت لإستك موضعاً غير حجري، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ((يا حميراء لا تؤذيني في أخي عليّ فإنه أمير المؤمنين وخليفة المسلمين وصاحب الغر المحجلين يجعله الله على صراط فيقاسم النار ويدخل أولياءه الجنة ويدخل أعداءه النار)) (كتاب سليم بن قيس) (ص١٧٩).
وأخيراً ننقل عنه ما أورده في الخلفاء الراشدين الثلاثة حيث يذكر.
أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كتب إلى معاوية بن أبي سفيان
رضي الله عنهما فيما كتب:
"إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى اثني عشر إماماً من أئمة الضلالة على منبره يردون الناس على أدبارهم القهقهرى، رجلان من قريش، وعشرة من بني أمية، أول العشرة صاحبك الذي تطلب بدمه - أي عثمان – (كتاب سليم بن قيس) (ص١٩٦).
هذا وما أكثر مثل هذا الكتاب الذي كتب على غلافه:
"من لم يكن عنده من شيعتنا ومحبينا كتاب سليم بن قيس العامري فليس عنده من أمرنا شيء، وهو سر من أسرار محمد صلى الله عليه وسلم، الإمام الصادق".
والذي قال فيه المجلسي: والحق أنه من الأصول المعتبرة" مقدمة الكتاب (ص١٣).
وقال فيه ابن النديم الشيعي في الفهرست: وكان قيس شيخاً له نور يعلوه وأول كتاب ظهر للشيعة (كتاب سليم بن قيس) مقدمة الكتاب (ص١٣).
وقال الشيخ الجليل للقوم محمد بن إبراهيم الكاتب النعماني في كتاب (الغيبة) المطبوع بإيران: وليس بين جميع الشيعة ممن حمل العلم ورواه عن الأئمة عليهم السلام خلاف في أن كتاب (سليم بن قيس الهلالي) أصل من أكبر كتب الأصول التي رواها أهل العلم وحملة حديث أهل البيت عليهم السلام وأقدمها, لأن جميع ما اشتمل عليه هذا الأصل، إنما هو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمير المؤمنين والمقداد وسلمان الفارسي وأبي ذر ومن جرى مجراهم ممن شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمير المؤمنين وسمع منه، وهو من الأصول التي ترجع الشيعة إليها وتعول عليها" (مقدمة الكتاب) (ص١٢).
أو بعد هذا مجال لقائل مخادع أن يقول:
إن فكرة اتهام الشيعة بسب الصحابة وتفكيرهم - كونتها السياسة الغاشمة، وتعاهد تركيزها أناس مرتزقة باعوا ضمائرهم بثمن بخس وتمرغوا على أعتاب الظلمة، يتقربون إليهم بذم الشيعة وقد استغل أعداء الدين هذه الفرصة فوسعوا دائرة الانشقاق لينالوا أغراضهم، ويشفوا صدورهم من الإسلام وأهله، وراح المهرجون يتحمسون لإثارة الفتن وإيقاد نار البغضاء بين المسلمين بدون تدبر وتثبت، وقد ملئت قلوبهم غيظاً.