وهذه العقيدة متناثرة في كتب الشيعة ككتب الحديث والتفسير بروايات عديدة، فقد أورد إمامهم محمد بن الحسن الصفار المتوفى عام (٢٩٠) هـ، والذي يعدونه من أصحاب الإمام المعصوم الحادي عشر، كما يعدونه من أقدم المحدثين لديهم، بالإضافة إلى أنه شيخ الكليني الذي يلقب عندهم بحجة الإسلام.
فقد روى إمامهم الصفار في كتابه (بصائر الدرجات الكبرى)، والذي هو عبارة عن عشرة أجزاء, أخباراً كثيرة لا تحصى ولا تعد، في إثبات نزول الوحي على أئمتهم عن طريق الملائكة الكرام ، ففي الباب السادس عشر من الجزء الثامن باب (في أمير المؤمنين أن الله ناجاه بالطائف وغيرها ونزل بينهما جبريل)، روى تحته قرابة عشر روايات منها:
"عن حُمران بن أعين قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك، بلغني أن الله تبارك وتعالى قد ناجى علياً عليه السلام؟
قال: أجل, قد كان بينهما مناجاة بالطائف نزل بينهما جبريل". انتهى لفظه من كتاب (بصائر الدرجات الكبرى) للصفار، (ج ٨ الباب السادس عشر ص٤٣٠) ط إيران.
كما أن هذا الأمر لا يختص به علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بل يشاركه فيه جميع الأئمة عند الشيعة الاثني عشرية، كما روى الصفار في كتابه (بصائر الدرجات) في الجزء التاسع تحت عنوان (الباب الخامس عشر في الأئمة عليهم السلام أن روح القدس يتلقاهم إذا احتاجوا إليه)، وقد روى تحت هذا الباب قريباً من ثلاثة عشر رواية، منها عن أسباط عن أبي عبد الله جعفر أنه قال:
"قلت: تسألون عن الشيء فلا يكون عندكم علمه؟
قال: ربما كان ذلك.
قلت: كيف تصنعون؟
قال: تلقانا به روح القدس".
وكذلك ذكر الصفار في كتابه (بصائر الدرجات) عن أبي عبد الله أنه قال: " إنّا لنُزاد في الليل والنهار، ولو لم نزِد لنفد ما عندنا.
قال أبو بصير: جُعلت فداك من يأتيكم به؟
قال: إن منا من يعاين.
وإن منا من يُنقر في قلبه كيت وكيت،
وإن منا لمن يسمع بأذنه وقعاً كوقع السلسلة في الطست.
قال: فقلت له: من الذي يأتيكم بذلك؟
قال: خلق أعظم من جبريل وميكائيل". بصائر الدرجات الكبرى للصفار، الباب السابع من (٥/ ٢٥٢).
وروى الكليني مثل هذه العقيدة في كتابه (الكافي) تحت عنوان (باب الروح التي يسدد الله بها، الأئمة عليهم السلام)، فعن أسباط بن سالم قال: سأل رجل من أهل بيتِ أبا عبد الله عليه السلام، عن قول الله عز وجل: وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا [الشورى:٥٢].
فقال: "منذ أن أنزل الله عز وجل ذلك الروح على محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ما صَعَدَ إلى السماء، وإنه لفينا، وفي رواية: كان مع رسولِ الله يخبره ويسدده، وهو مع الأئمة من بعده" انتهى. كتاب (الكافي) لحجة الإسلام عندهم محمد بن يعقوب الكليني، في الأصول، كتاب (الحجة)، (١/ ٢٧٣) ط طهران.
كما روى الكليني في كتابه (الكافي) في الأصول، (١/ ٢٦١) ط إيران: (عن أبي عبد الله قال: إني أعلم ما في السموات وما في الأرض، وأعلم ما في الجنة والنار، وأعلم ما كان وما يكون).
وكذلك عقد شيخهم الحر العاملي باباً في كتابه (الفصول المهمة في أصول الأئمة) باب (٩٤ ص ١٤٥) جاء فيه: "إن الملائكة ينزلون ليلة القدر إلى الأرض، ويخبرون الأئمة عليهم السلام، بجميع ما يكون في تلك السنة من قضاء وقدر، وإنهم -أي الأئمة- يعلمون كل علم الأنبياء عليهم السلام".
المصدر:موسوعة فرق الشيعة لممدوح الحربي
سابعاً: اعتقاد الرافضة الاثني عشرية بأن جزءاً من النور الإلهي حلّ في علي رضي الله عنه:
وكذلك تعتقد الشيعة بأن جزءاً من النور الإلهي، قد حلّ بعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه، كما نقل ذلك إمامهم الكليني في أصول (الكافي) (١/ ٤٤٠): (قال أبو عبد الله: (ثم مسحنا بيمينه فأفاضَ نوره فينا) ونقل أيضاً وقال أيضاً: (ولكن الله خلطنا بنفسه).
المصدر:موسوعة فرق الشيعة لممدوح الحربي
ثامناً: اعتقاد الرافضة الاثني عشرية بأن الأعمال تُعرض على الأئمة:
وكذلك يعتقد الشيعة بأن أعمال العباد تُعرض على الأئمة في كل يومٍ وليلةٍ، كما نقل ذلك إمامهم وحجتهم الكليني في الأصول من (الكافي) (١/ ٢١٩): "عن الرضا عليه السلام أن رجلاً قال له: ادع الله لي، ولأهل بيتي، فقال: أولست أفعل؟ والله، إن أعمالكم لتُعرض علي في كل يومٍ وليلةٍ".
المصدر:موسوعة فرق الشيعة لممدوح الحربي