للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنه قال: "هذا اليوم يوم العيد الأكبر ويوم المفاخرة ويوم التبجيل ويوم الزكاة العظمى ويوم البركة ويوم التسلية "، وكان أحمد هذا أول من أحدث هذا العيد، وتبعه بعد ذلك من تبعه من أصحابه، ونسبة هذا العيد إلى الأئمة كذب وافتراء، ولا سند لهم في ذلك (١).وإنهم أوجبوا تعظيم النيروز قال ابن فهد (٢) في (المهذب) (٣): " إنه أعظم الأيام" (٤)، وهو كذب وليس له أصل في الدين، وقد صح عن الأمير لما جاءه في هذا اليوم شخص بحلوى فسأله عن الموجب فقال: اليوم يوم النيروز، فقال: (١٢١/ أ) " نيروزنا كل يوم " (٥).وأنهم يجوزون السجود (٦) إلى السلاطين الظلمة، مع أن السجود لغير الله تعالى لا يجوز.

المصدر:غرائب فقهية عند الشيعة الإمامية لمحمود شكري الألوسي


(١) وتعد هذه الفرقة هذا اليوم من الأيام التي ينبغي إحياؤها بالعبادة والأعمال الحسنة لما فيها من فضيلة عندهم، وقال ابن إدريس بعد ذكره فضيلة أيام ذي الحجة وما وقع فيها، قال: " وفي اليوم السادس والعشرين منه سنة ثلاث وعشرين طعن عمر بن الخطاب، فينبغي للإنسان أن يصوم هذه الأيام، فإن فيها فضلاً كثيراً وثواباً جزيلاً ... ". ((السرائر)) (١/ ٣١٩)؛ ((بحار الأنوار)) (٥٨/ ٣٧٢) المجلسي.
(٢) هو جمال الدين أحمد بن محمد بن فهد، أبو العباس القمي، له عدة مصنفات منها ((عدة الداعي)) و ((الدر الفريد في التوحيد)) و ((تاريخ الأئمة))، مات سنة (٨٤١) هـ. ((أعيان الشيعة)) (٣/ ١٤٧)؛ ((تنقيح المقال)) (١/ ٩٢)؛ ((أمل الآمال)) (٢/ ٢١)؛ ((معجم المؤلفين)) (٢/ ١٤٤).
(٣) هو ((المهذب البارع في شرح النافع في مختصر الشرائع)) لابن فهد الحلي، قال الطهراني: " وأورد في كل مسألة أقوال الأصحاب وأدلة كل قول وبين الخلاف في كل مسألة خلافية، وعين المخالف ". ((الذريعة)) (٢٣/ ٢٩٢).
(٤) وبوب النوري باباً في كتابه ((مستدرك الوسائل)) (٦/ ٣٥٢) بعنوان: (استحباب صلاة يوم النيروز والغسل فيه والصوم ولبس أنظف الثياب والطيب وتعظيمه وصب الماء فيه). والأمر نفسه فعله المجلسي فجعل لهذا العيد باباً في كتابه وأخرج عن المعلى بن خنيس عن الصادق أنه قال في يوم النيروز: " إذا كان النيروز فاغتسل والبس أنظف ثيابك وتطيب بأطيب طيبك وتكون ذلك اليوم صائماً ". ((بحار الأنوار)) (٥٩/ ١٠١). ومع ذلك فالروايات المنقولة في كتبهم عن النبي صلى الله عليه وسلم تؤكد نهيه عن الاحتفال بهذه الأيام، وبأن الله تعالى أبدلهم خيراً منها الفطر والأضحى، كما أخرج النوري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله تعالى أبدلكم بيومين يوم النيروز والمهرجان الفطر والأضحى)). ((مستدرك الوسائل)) (٦/ ٣٢). فانظر هداك الله إلى تخبط هؤلاء القوم في دينهم.
(٥) وقد روى هذه الرواية أهل السنة كما روت الإمامية في كتبهم، فمن أهل السنة أخرجها البيهقي، ((السنن الكبرى)) (٩/ ٢٣٥)؛ البخاري، ((التاريخ الكبير)) (٤/ ٢٠٠)؛ الخطيب البغدادي، ((تاريخ بغداد)) (١٣/ ٣٢٦). وأخرجه من الإمامية أبو حنيفة ابن حيون، ((دعائم الإسلام)) (٢/ ٣٢٨)؛ النوري، ((مستدرك الوسائل)) (٦/ ٣٥٣).
(٦) زيادة غير موجودة بالأصل يقتضيها السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>