للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - أن زعم هؤلاء أن تفسير النور بالهادي مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما – جوابه من وجوه-:- أنها من رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، وهي رواية ضعيفة معروفة بالانقطاع (١).- أن الثابت عن ابن عباس إثبات النور لله (٢).- ما ورد عن ابن عباس – إن ثبت – فقط يكون رواية بالمعنى، أو ورد عنه، لكنه لم يكن يقصد نفي أن الله نور، وإنما قصد – كعادة السلف في تفسيرهم – ذكر بعض صفات المفسر من الأسماء، أو بعض أنواعه، فهو من اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد (٣).٥ - بل ذكر شيخ الإسلام أن إثبات أن الله نور هو قول قدماء الجهمية كالمريسي وغيره – الذي هو إمام الرازي في تأويلاته – ولذلك لما سألهم الإمام أحمد عن الله، قالوا: هو نور كله، يقول شيخ الإسلام: "إن كونه نورا أو تسميته نورا مما لم يكن ينازع فيه قدماء الجهمية وأئمتهم الذين ينكرون الصفات (٤) "، ثم نقل كلام الإمام أحمد، ثم قال: فإذا "كان أئمة المؤسس وقدماء أهل مذهبه يقولون: إنه نور، فكيف يدعي الإجماع على خلاف ذلك" (٥).٦ - كما رد على المؤولة بوجوه أخرى، وبأدلة من الكتاب والسنة (٦).ب- اسمه تعالى "الصمد": حيث أنكر الرازي (٧) التفسير المأثور عن السلف من أنه الذي لا جوف له، لأنه – على زعمه – صفة الأجسام الغليظة ثم تأول هذا الاسم، وقد رد عليه شيخ الإسلام من نحو سبعة وثلاثين وجها، ناقلا أقوال السلف وأئمة التفسير في معنى هذا الاسم، كما انتقد تفسير بعض الأشاعرة للصمد بأنه الذي يصمد إليه في الحوائج، ونفيهم للمعنى الثاني الذي هو أشهر من هذا وهو أنه الذي لا جوف له، وذلك مثل الغزالي (٨)، والخطابي (٩)، والقشيري (١٠)، وغيرهم (١١).ج- كما انتقد شيخ الإسلام ما ذكره الأصفهاني في عقيدته من تسمية الله بـ "مريد ومتكلم" (١٢)، كما رد على الباقلاني الذي نفي أن يكون من أسمائه الدليل (١٣)، كما وافق الخطابي على أن الراجح في "الدهر": أنه ليس من أسماء الله، وإن كان في ذلك قولان مشهوران للحنابلة (١٤).

المصدر:موقف ابن تيمية من الأشاعرة لعبد الرحمن المحمود – ٣/ ١٠٣٩


(١) انظر: ((نقض التأسيس)) – مخطوط – (٣/ ٤١ - ٤٢)، وانظر: ((مجموع الفتاوى)) (٦/ ٣٩٨، ٣٩٣).
(٢) انظر: ((نقض التأسيس)) – مخطوط – ((٣/ ٤٣).
(٣) انظر: ((مجموع الفتاوى)) (٦/ ٣٩٠ - ٣٩١).
(٤) ((نقض التأسيس)) – مخطوط – (٣/ ٢٦).
(٥) ((نقض التأسيس)) – مخطوط – (٣/ ٢٨).
(٦) انظر: ((مجموع الفتاوى)) (٦/ ٣٩٢ - ٣٩٤).
(٧) في ((أساس التقديس)) (ص: ٩٤ - ٩٥) – ط الحلبي.
(٨) ((المقصد الأسنى)) (ص: ١٣٤)، وهو ما رجحه الزجاج في ((تفسير أسماء الله)) (ص: ٨٥).
(٩) ((شأن الدعاء)) (ص: ٨٥).
(١٠) ((شرح أسماء الله الحسنى)) (ص: ٢١٨)، وقد ذكر أن من الأقوال في الصمد أنه الذي لا جوف له، ولكنه صحح أنه الذي يصمد إليه في الحوائج.
(١١) انظر: ((نقض التأسيس)) – مخطوط – (٣/ ٩٣ - ٩٤).
(١٢) انظر: ((شرح الأصفهانية)) (ص: ٥) – ت مخلوف -، وممن سماه أيضا بالمريد والمتكلم الغزالي في ((المقصد الأسني)) (ص: ١٦٥).
(١٣) انظر: ((مجموع الفتاوى)) (٢٢/ ٤٨٣ - ٤٨٤).
(١٤) انظر: ((شأن الدعاء)) (ص: ١٠٧ - ١٠٩)، والقولان المشهوران وأحدهما: قول أبي عبيد وأكثر العلماء أن حديث ((لا تسبوا الدهر ... )) خرج الكلام فيه لرد ما يقوله أهل الجاهلية ومن أشبههم، حيث يسبون الدهر والزمان ويقصدون من فعل ذلك الأمور فيرجع السب على الله تعالى. والثاني: قول نعيم بن حماد وطائفة معه من أهل الحديث والصوفية أن الدهر من أسماء الله ومعناه القديم الأزلي. انظر: ((غريب الحديث)) لأبي عبيد (٢/ ١٤٥ - ١٤٨) وقال بعد أن ذكر الوجه الأول: لا أعرف وجها غيره، وانظر: ((مجموع الفتاوى)) (٢/ ٤٩٣ - ٤٩٤)، و ((نقض التأسيس)) – مطبوع – (١/ ١٢٤ - ١٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>