للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنا كنت مع نوح بما شهد الورى ... بحارا وطوفانا على كف قدرة

أنا القطب شيخ الوقت في كل حالة ... أنا العبد إبراهيم شيخ الطريقة (١)

ورووا عن أحد المتصوفة البارزين أنه كان يقول: (أنا موسى الكليم في مناجاته، أنا عليّ في حملاته، أنا كل وليّ في الأرض خلقته بيدي، ألبس منهم من شئت، أنا في السماء شاهدت ربي، وعلى الكرسي خاطبته، أنا بيدي أبواب النار إن أغلقتها أغلقها بيدي، وبيدي جنة الفردوس إن فتحتها أفتحها، ومن زارني أدخلته جنة الفردوس (٢).

وقال فتح الله بوراس:

(أنا كل ولي في الأرض قد أوليته ... أنا كل حكيم من أهل السماء قد علمته

وأيوب من جميع الأمراض قد أشفيته ... وبصر يعقوب أنا الذي قد رددته

وابنه يوسف من الجبّ الغريق قد أظهرته ... ويونس من بطن الحوت بالعراء قد نبذته

ونوح من بحر الطوفان أنا الذي أنجيته ... وفي السماء السابعة شاهدت ربيّ وكلّمته

وبيدي باب الجنان قد فتحته ودخلته ... وما فيه من الحور العين قد رأيته وحصيته

ومن رآني ورأى من رآني وحضر مجلسي ... في جنة عدن وبستانها قد أسكنته (٣)

وذكر فريد الدين العطار عن أبي يزيد البسطامي أنه سئل عن العرش والكرسي فقال: (أنا العرش والكرسي، وقال: أنا إبراهيم، وأنا موسى، وأنا محمد (٤).

وهذا عين مارواه الشيعة أنفسهم عن عليّ رضي الله عنه أنه قال: (أنا اللوح، وأنا القلم، وأنا العرش، وأنا الكرسي، وأنا السماوات السبع، وأنا الأسماء الحسنى، والكلمات العليا (٥).

والجدير بالذكر أن الصوفية ينقلون لبيان معتقداتهم نفس الروايات الموضوعة المكذوبة التي يرويها الشيعة عن عليّ رضي الله عنه وأولاده.

فمثلا يروي الشعراني ومحمد الرفاعي وغيرهما عنه رضي الله عنه أنه كان يقول في خطبته على رؤوس الأشهاد: (أنا نقطة بسم الله، أنا جنب الله، الذي فرطتم فيه، أنا القلم وأنا اللوح المحفوظ، وأنا العرش وأنا الكرسي، وأنا السماوات السبع والأرضون (٦).

المصدر:التصوف المنشأ والمصادر لإحسان إلهي ظهير


(١) ((طبقات الشعراني)) (١/ ١٨٠، ١٨١).
(٢) ((طبقات الشعراني)) (١/ ١٨٠)، أيضا ((النفحة العلية في أوراد الشاذلية)) جمع عبد القادر زكي (ص ٢٥٦) ط مكتبة المتنبي القاهرة.
(٣) ((الوصية الكبرى)) لعبد السلام الفيتوري (ص ٧٤، ٧٥) ط طرابلس ليبيا ١٣٩٦هـ.
(٤) انظر ((تذكرة الأولياء)) لفريد الدين العطار (ص ٩٩) ط باكستان.
(٥) ((مشارق أنوار اليقين)) لحافظ رجب البرسي (ص ١٥٩) ط دار الأندلس بيروت الطبعة الحادية عشر.
(٦) ((الجواهر والدرر)) للشعراني (٢/ ٣١١) بهامش ((الإبريز)) للدباغ ط مصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>