للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصارت الشجرة تهتز رقصا حتى اقتلعت من أصولها. (١) وأنشد إبراهيم الأعزب سماعا (نشيدا صوفيا) فتواجد ثم صاح ونادى: يا للرجال قال راوي الحادثة: «فرأيت رجال الغيب ينزلون عليه من الهواء مثنى وثلاث ورباع». (٢) وإبراهيم هذا كان من أحب الناس إلى الشيخ أحمد فقد قال له مرة: «يا إبراهيم، رمى العزيز محبتي ومحبتك في الماء والهواء، فكل من شرب الماء وشم الهواء أحبني وأحبك». (٣) ودخل الشيخ عمر الحريري - شيخ الطريقة الرفاعية بحماه - إلى حجرته الكبيرة مع صديقه السيد عبد الله أفندي الحلبي، وإذ به يملأ الحجرة بعد أن كبر حجمه أضعافاً عما كان عليه في خلال لحظات، فارتعد السيد عبد الله، فطمأنه الشيخ عمر، وأخبره أن ما حصل له إنما كان من فرحته بحضور روحانية المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى الحجرة. (٤) وذكر الشيخ أحمد الصياد الرفاعي - من سلالة الشيخ أحمد الرفاعي -: «كنا كلما مررنا على نهر ماء استقبلت السمك الشيخ أحمد من النهر إلى الشاطئ وازدحمت على قدميه، وكذلك الدواب والغزلان في البر تقف على حافتي الطريق وتزدحم على شم قدميه الشريفين. (٥) وذكروا أن الأسماك كانت تسأل الرفاعي بحق الله أن يأكلها. (٦) ووقع بين الشيخ بهاء الدين الرواس وإحدى الأشجار مساجلة كلامية حين كان مع قافلة إذ توقفت فطلب الشيخ من أحد ركاب القافلة أن يسمح له بأن يستظل تحت خيمته فأبى الرجل. وإذا بشجرة تنادي الشيخ وتخاطبه مشافهة وبصوت تقول له: ما أقل حظ صاحب هذه الخيمة، ما أبعده عن ربه، بالله عليك يا ولي الله تعالى شرفني باستظلالك عندي». (٧) وثبت عند الشيخ عز الدين الصيادي أن الشيخ أحمد كان إذا صعد الكرسي يسمع كلامه القريب والبعيد من إخوانه حتى الأطرش والأصم، فإن الله يفتح سمعهما لكلامه فإذا انتهى الدرس عادا إلى الصمم والبكم. (٨) وكان الشيخ القطناني في دمشق يسند رأسه إلى الحائط ويسمع دروس الشيخ الرفاعي في العراق وبينهما من المسير مسافة شهرين. (٩) ورأى الشيخ القوصي النبي صلى الله عليه وسلم في المنام يقول له: «ولدي السيد أحمد الرفاعي يربي بحاله أكثر مما يربي بمقاله. فقام مرعوبا وأتى الشيخ الرفاعي فتبسم الشيخ له وقال: الرجل الكامل يربي بحاله أكثر مما يربي بمقاله. (١٠) وذكروا أن الشيخ أبا السعود أبا العشائر الواسطي كان إذا خلع نعليه يسمع الناس له أنينا كأنين المريض، فسألوه عن ذلك فقال: هي نفسي أخلعها عند النعال فتحدث أنينا عند زوال تكبرها. قالوا: وكان يصوم في المهد. (١١) وحكى الصيادي أن رجلا حضر عند الرفاعي فقال له: «يا سيدي أنت تعطي الناس يدك يقبلونها فقال: ما يقبلون يدي وإنما يقبلون اسم الله العظيم.


(١) ((إرشاد المسلمين لطريقة شيخ المتقين)) ١٢٠) - ١٢١)، ((العقود الجوهرية)) (ص ٤١)، ((روضة الناظرين)) (ص ١٢٢).
(٢) ((إرشاد المسلمين)) (ص ٩٨)، ((قلادة الجواهر)) (ص ٣٣٧)، ((روضة الناظرين)) (ص ٨٧).
(٣) ((قلادة الجواهر)) (ص ٣٣٠)، ((روضة الناظرين)) (ص ٩٠).
(٤) ((تنوير الأبصار)) (ص ١١٨).
(٥) ((قلادة الجواهر)) ١٠٢) و ٣٤٠)، ((خزانة الإمداد)) (ص ٣٦).
(٦) ((قلادة الجواهر)) (ص ٧٣)، ((طبقات الصوفية)) لابن الملقن (ص ٩٩).
(٧) ((بوارق الحقائق)) (ص ٦٦).
(٨) ((المعارف المحمدية)) (ص ١٢٠)، ((جامع كرامات الأولياء)) (١/ ١٤٢)، ((إجابة الداعي)) للبرنزحي الرفاعي (ص ١٦).
(٩) ((روضة الناظرين)) (ص ١٣٢)، ((المعارف المحمدية)) (ص ١٢٠)، ((جامع كرامات الأولياء)) للنبهاني (١/ ١٤٢).
(١٠) ((سلاسل القوم)) (ص ٢٢)، ((سواد العينين)) (ص ٤)، ((ترياق المحبين)) (ص ٥)، ((روضة الناظرين)) (ص ٥٧).
(١١) ((قلادة الجواهر)) (٤١٠ – ٤١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>