للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالنقشبندي أقواها وأقومها ... لأنه عن أبي بكر مصادره

وزعموا أنه تم نقل مبادئ الطريقة بعناية عن أكابر السلف كأبي بكر وسلمان الفارسي وجعفر الصادق وبقيت كذلك حتى جاء محمد بهاء الدين الأويسي ثم جاء من بعده الإمام السرهندي (ت ١٠٣٤) وهو الذي نشر الطريقة في الهند وكتب كتابه المشهور (مكتوبات الإمام) وكتاب (رشحات عين الحياة) لعلي بن الحسن الواعظ الهروي وهذا الكتاب فيه كفريات عجيبة ومع ذلك فهو كتاب عظيم عندهم، احتج به السرهندي الفاروقي النقشبندي والكوثري والخاني (١) واستحسنه واحتج به خالد البغدادي الملقب بذي الجناحين وكتابه مليء بكفر ظاهر لا يقبله مسلم ومع ذلك فإن النقشبنديين يثنون عليه ويحتجون به (٢) ثم نشرها في بلاد الشام محمد أمين الكردي. ولا يزال الشيخ أمين كفتارو يعمل على نشر هذه الطريقة في بلاد الشام ولبنان إلى يومنا هذا (٣).في حين يدعي عبد المجيد الخاني (٤) أن النبي هو واضع أصول الطريقة قائلا:

رجال الطريقة الخالدية الأولى ... هم صفوة الرحمن في كل مشهد

نبي وصدّيق وسلمان قاسم ... وجعفر طيفور وخرقاني فارمدي

ويأتي محمد علي الكردي فيدعي أن واضع علم التصوف وطرقه هو الله، وأنه أوحى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم (٥). وفضل أهل التصوف على سائر الخلق واختصهم بطوالع الأنوار فهم الذين يغيثون الخلق. ويلزم من هذه الدعوى أن النبي صلى الله عليه وسلم كتم هذا العلم ولم يبلغه، وأن أبا بكر وسلمان كتما العلم أيضا.


(١) انظر ((البهجة السنية في آداب الطريقة العلية الخالدية النقشبندية)) (ص ٤٨) لمحمد بن عبد الله الخاني، وانظر كتاب ((ارغام المريد في شرح النظم العتيد لتوسل المريد برجال الطريقة النقشبندية)) (ص٦٠) ((مكتوبات الامام الرباني)) (ص١٣ و١٩٨) ((الرحمة الهابطة في ذكر اسم الذات وتحقيق الرابطة)) لحسين الدوسري ط: دار الكتب العلمية بهامش مكتوبات السرهندي (٢٧ و١٠٦).
(٢) ((رسالة في تحقيق الرابطة)) (ص٣) ضمن كتاب ((علماء المسلمين وجهلة الوهابيين)) ط: مكتبة الحقيقة - تركيا وهي مكتبة متخصصة في بث كتب البدع والشرك والطعن في أهل السنة. وبالرغم من تخصصها في بث الشرك فقد جعلوا لها وقفا باسم " وقف الاخلاص".
(٣) ((أوراد الذاكرين أوراد الطريقة النقشبندية)) (ص ١٠) محمد الحبش.
(٤) ((السعادة الأبدية فيما جاء به النقشبندية)) (ص ٧).
(٥) ((تنوير القلوب في معاملة علام الغيوب)) (ص٤٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>