للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقترح الكردي على زائر قبور الأولياء الآداب التالية: أن يسلم أولا على الولي المقبور ثم يقف مستقبلا القبر، مستدبرا القبلة ثم يقرأ الفاتحة مرة واحدة وسورة الإخلاص إحدى عشرة مرة وآية الكرسي مرة ويهب ثوابها إليه ثم يجلس عنده ويجرد نفسه عن كل شيء حتى يصير لوحا ثم يتصور روحانيته نورا مجردا ويحفظ ذلك النور في قلبه حتى يحصل له فيض من فيوضاته. ويستعين على ذلك بالاستمداد من روحانية شيخه أولا وجعلها واسطة بينها وبين المزور» (١).ويستطيع زائر قبور المشايخ الاستفادة منهم وأخذ الفيض والمدد منهم سواء كان قريبا منهم أم بعيدا عنهم فإنه «لا يمنع البعد الصوري في الحقيقة عن التوجه إلى الأرواح المقدسة وبرهان ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ((وصلوا علي حيثما كنتم)) (٢) (٣).

محمد بهاء الدين شاه نقشبند

وهو رأس الطريقة وتسمى باسمه. يصفه الكردي بأنه «الغوث الأعظم». اجتماعه بالأرواح والأشباح. وكان الشيخ بهاء الدين نقشبند يجتمع بأرواح سلسلة المشايخ النقشبندية وأخذ العهد والولاية والتكليف منهم في المقبرة (٤) وتلقن الذكر الخفي من روحانية الشيخ عبد القادر غجدواني، وهذا ليس عجيبا فإن الروحانيات تجتمع بعد الممات وهو عالم اللاهوت الخارج عن عالم الأجسام. قال الخاني «ولم يجتمع بهاء الدين نقشبند مع الغجدواني في عالم الأجسام لأن بينهما خمس وسائط من رجال السلسلة» (٥).

المصدر:الطريقة النقشبندية لعبد الرحمن دمشقية - ص١١ - ٣١


(١) ((تنوير القلوب في معاملة علام الغيوب)) (ص ٥٣٤).
(٢) رواه أبو داود (٢٠٤٢) , وأحمد (٨٧٩٠) (٢/ ٣٦٧) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: (وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم) , والحديث سكت عنه أبو داود, وقال النووي في ((الأذكار)) (١٥٤): إسناده صحيح, وقال ابن حجر في ((فتح الباري)) (٦/ ٥٦٢): إسناده صحيح, وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)).
(٣) ((رشحات عين الحياة)) (ص٧١).
(٤) ((المواهب السرمدية)) (ص١١٣).
(٥) ((الأنوار القدسية)) (ص٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>