للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما الرد على ذلك الضلال فيكذبه قوله تعالى وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر: ٦٠] وقوله تعالى وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة: ١٨٦] , وقول النبي صلى الله عليه وسلم من حديث بن عباس ((إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله)) (١) رواه الترمذي وقوله تعالى: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ [الأحقاف: ٥]. المخالفة السابعة:- الختمية يذكرون الله بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان ويسمونه بأسماء غير أسمائه الحسنى وقد ذكر في أذكارهم في دعوة البرهتية عن السيد محمد الحسن الميرغني في كتاب (مجمع الأوراد الكبير) (ص ١١٦) " أن يقول بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا برهتيه، تبتليه طوارك، مزحل، برهشب، خوطر، قلينهود، برشا كطهير بانموا شلخ، شماهير، شمها حيرحورب النور الأعلى عبطال فلا إله إلا هو رب العرش العظيم " وهذا الذكر فيه تلبيس للحق بالباطل وقد قال تعالى: وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة: ٤٢] , وتلك الكلمات ليست أصل في الكتاب والسنة ولاشك أنها من وحي الشياطين وقد قال تعالى: وَلِلّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [الأعراف: ١٨٠]. المخالفة الثامنة:- يزعم الختمية أنه يجب على المريد طاعة شيخه وإن خالف الشرع وذلك حيث ورد في كتاب (الطريقة) بعنوان (منحة الأصحاب) تأليف أحمد عبدالرحمن تلميذ السيد محمد سر الختم (ص ٦٧) ما يأتي (فإذا قال الشيخ للمريد اقرأ كذا أو صم كذا أو قال له وهو صائم أفطر أو قال له لا تقم الليلة فإنه يطيعه، قال سيدي أبو يزيد البسطامي لتلميذ له أفطر ولك أجر يوم فأبى وقال ولك أجر جمعة فأبى فقال ولك أجر شهر فأبى وقال ولك أجر سنة فأبى فقال له بعض الحاضرين مخالفتك هذه تضرك فقال الشيخ دعو من سقط من عين الله) وأما الرد على ذلك الضلال:- مفهوم أن الشريعة جاءت تدعو العباد للأعمال الصالحة يقول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً [الكهف: ١٠٧] , ويقول تعالى: وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:١ - ٣].وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرغب الصحابة في الأعمال الصالحة وقد جاء فى الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال) (نعم الرجل الصالح عبدالله بن عمر لو كان يقوم الليل، قال ابن عمر ما تركت قيام الليل بعد ذلك)) رواه أحمد (٢).


(١) [١٤٠٤٨])) رواه الترمذي (٢٥١٦) , وأحمد في ((المسند)) (٢٧٦٣) (١/ ٣٠٣) , والحاكم في ((المستدرك)) (٣/ ٦٢٣) , قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح, وقال ابن تيمية في ((مجموع الفتاوى)) (١/ ١٨٢): من أصح ما روي عنه, وقال ابن رجب في ((العلوم والحكم)) (١/ ٤٥٩): حسن جيد, وقال أحمد شاكر في ((مسند أحمد)) (٤/ ٢٧٠): إسناده صحيح, وصححه الألباني في ((صحيح الترمذي)) و ((صحيح الجامع)) (٧٩٥٧).
(٢) [١٤٠٤٩])) ((مسند أحمد)) (٦٣٣٠) (٢/ ١٤٦) , والحديث رواه البخاري (١١٢٢) , ومسلم (٢٤٧٩). ولفظه: (نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل قال سالم فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلا).

<<  <  ج: ص:  >  >>