للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا وهو نفسه لم يكن يرضى بشأن أقل من شأن الأنبياء حتى أنه قال مرة لأتباعه ومريديه وهو يشكو من صداعه وحماه: أن هذه الأمراض مباركة، وكانت تلازم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فالحمد لله لازمتني كما لازمتهم" (١).

وعلى ذلك كان يقول: إن تاريخ ولادتي يستخرج من قول الله عز وجل والذي ينطبق على: أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ [المجادلة: ٢٢] (٢).وهذا هو ظفر الدين أيضا كتب عن طفولته أنه عندما كان يقرأ القرآن "وهو دون الرابعة من العمر" لقنه أستاذه آية من القرآن ولكن البريلوي كلما يحاول أن يقرأ لم يكن يتمكن، فلاحظ هذا جده فاستغرب، وبعدما نظر في المصحف رأى أنه كان في قراءة المعلم لحنا ولسان البريلوي كان يأبى بقراءة هذه الآية ملحونا (٣).

يعني أن العصمة كانت حاصلة له وحتى في صغره ولم ينطق بغلط، وقد نص عليه القوم وما أكثرهم وما أجرأهم على الله، فكتب غير وحد منهم: أن قلم أحمد رضا ولسانه حفظ من زلة وحتى قدر النقطة مع الثابت أن لكل عالم هفوة" (٤).

وقال الآخر: إن البريلوي لم ينطق بلسانه المبارك بلفظة غير شرعية، والله عصمه من كل زلة" (٥).وأيضا "إن أحمد رضا عصم في طفولته من الانحراف والغلطة وأودع فيه أتباع الصراط المستقيم" (٦).و "إن الله صان قلمه ولسانه من الخطأ (٧).وأكثر منه صراحة أن الحضرة الأعلى "أي البريلوي" كان في يد الغوث الأعظم "يعني الشيخ عبدالقادر الجيلاني" كالقلم في يد الكاتب، والغوث الأعظم في يد رسول الله محمد صلى الله تعالى عليه وسلم كالقلم في يد الكاتب، والرسول في الحضرة الإلهية ما ينطق عن الهوى" (٨).

وعلى ذلك قال بريلوي في حقه: إن "رضى الله في رضى الرسول، ورضى رسول الله في رضى البريلوي" (٩) و "إن وجود البريلوي كان آية من آيات الله المحكمات" (١٠).

وعلى ذلك قال أحد المهينين لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن زيارة البريلوي قللت اشتياقنا إلى زيارة أصحاب النبي عليه وسلم" (١١)

هذا ما نسجته الأيدي الأثيمة من الخرافات والخزعبلات لإثبات أباطيلهم وأكاذيبهم والكذب لا يفيد الكذاب. وأخيرا قصة أخرى وما أردأها وما أكثرها "أن شخصا لقى البريلوي وهو لم يتجاوز يوم ذلك ثلاث سنوات وستة أشهر من العمر، فكلمه بالعربية الفصحى فرد عليه البريلوي بالعربية مثله، ولم ير ذلك الرجل بعد" (١٢).

هذا وهذه الأشياء كلها لم تكفهم ولم يقتنعوا بها حتى قالوا: إن والده الذي كان يدرسه ويعلمه قال له مرة: لا أدري أعلمك أم تعلمني؟ ويوم ذلك لم يتجاوز العاشرة من عمره" (١٣).والجدير بالذكر أن المدرس الذي كان يدرسه مرزا غلام قادر بيك (١٤) كان

أخا للمرزا غلام أحمد المتنبي القادياني. ويقولون: إنه فرغ من التعليم والدراسة وجلس على مسند الإفتاء وعمره لم يتجاوز الرابع عشرة سنة" (١٥).

وكما يذكره هو نفسه بالتحديد:"الحمد لله أفتيت أول فتيا حينما كنت في الثالثة عشر من عمري للرابع عشر من شعبان سنة ١٢٨٦هـ، وفي هذا التاريخ فرضت على الصلاة وتوجهت إلى الأحكام" (١٦).

المصدر:البريلوية عقائد وتاريخ لإحسان إلهي ظهير - ص١٣


(١) ((ملفوظات)) (١/ ٦٤).
(٢) ((حياة أعلى حضرة)) (١).
(٣) ((حياة أعلى حضرة)) (٢٢).
(٤) ((ياد أعلى حضرة)) لعبد الحكيم شرف (٣٢).
(٥) ((الفتاوى الرضوية)) مقدمة (٢/ ٥) لمحمد أصغر العلوي.
(٦) ((أنوار رضا)) (٢٢٣).
(٧) ((أنوار رضا)) (٢٧١).
(٨) ((أنوار رضا)) (٢٧٠).
(٩) ((باغ فردوس)) لأيوب رضوي (٧).
(١٠) ((أنوار رضا)) (١٠٠).
(١١) ((وصايا البريلوي)) (٢٤).
(١٢) ((حياة أعلى حضرة)) (٢٢).
(١٣) مقدمة ((فتاوى رضوية)) (٢/ ٦).
(١٤) ((البريلوي)) للبستوي (٣٢)، ((أعلى حضرة)) (٣٢).
(١٥) ((البريلوي)) للبستوي (٣٢).
(١٦) ((من هو أحمد رضا)) للقادري (١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>