للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسيد محمد الحنفي أيضا: إن محمد الحنفي كان يتوضأ في خلوته، فيوما من الأيام خلع نعله ورماها في الفضاء وأعطى الثانية لخادمه وقال له: ضعها عندك حتى يأتي بالثانية أحد وبعد مدة طويلة جاء الشخص من الشام ومعه تلك النعل التي رماها الشيخ وغابت في الفضاء وقال: مرشيد وشيخي!، إن ناهبا جاء لينهبني وركب على صدري ليذبحني، فناديت يا سيدي محمد حنفي، فحضرت النعل من الغيب وضربت صدر ذلك الناهب فأغمى عليه فنجوت منه" (١).

والسيد البدوي أيضا، فليقل المريد والمستغيث به: يا سيدي أحمد بدوي خاطر معي (٢).

ونقلوا عنه أنه قال: من كانت له حاجة فليأت إلى قبري ويطلب حاجة أقض حاجته" (٣).

وأبو عمران موسى أيضا:"كان إذا ناداه مريده أجابه من مسيرة سنة أو أكثر" (٤).

هذا وقالوا: كل من كان متعلقا بنبي أو رسول أو ولي فلابد له أن يحضره ويأخذ بيده في الشدائد" (٥).

ومشايخ الصوفية أيضا: مشايخ الصوفية يلاحظون أتباعهم ومريديهم في جميع الأحوال والشدائد" (٦)

والاستغاثة والاستعانة ليس بمشروع عند القوم من الأحياء فحسب، بل ومن أهل القبور أيضا، كما يقول البريلوي: إذا تحيرتم في الأمور فاستعينوا من أصحاب القبور" (٧).

وقال واحد منهم: إن زيارة القبور تنفع وتفيد، وإن أصحاب القبور يعينون الزوار" (٨)"إن المقصود من زيارة القبور أن يستفاد من أهلها" (٩)"إن قبر موسى الكاظم لدرياق أكبر" (١٠).

وقال البريلوي:

إن محمد بن الفرغل كان يقول: أنا من المتصرفين في القبور، فمن كانت له حاجة فليأت إلى قبالة وجهي ويذكر حاجة أقضها له" (١١).

كما نقل عن السيد البدوي أنه قال بعد مقولته: أقضها له":فإنما بيني وبينكم فداع من تراب، وكل رجل يحجبه عن أصحابه فداع من تراب فليس برجل" (١٢).

فهذه هي عقائد القوم في الاستغاثة والاستعانة بغير الله، وقد قال الله عز وجل في كتابه المحكم الذي أنزله الهدية البشر وشفاء ورحمة للمؤمنين، قال فيه على لسان عباده الصالحين الذين علموا منه عقيدة التوحيد الخالص: العقيدة إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة: ٥].

وقال جل مجده مستنكرا قول المشركين وفعلهم ومؤبخاً إياهم:

قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ [سبأ: ٢٢].

وقال سبحانه وتعالى:

ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ إِن تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُنَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ [فاطر ١٣ - ١٤].

وقال مبينا فسادهم ومظهرا عوارهم:


(١) ((أنوار الانتباه في حل نداء يا رسول الله)) المندرج في ((مجموعة رسائل رضوية)) للبريلوي (١/ ١٨٠) ط كراتشي.
(٢) ((أنوار الانتباه في حل نداء يا رسول الله)) المندرج في ((مجموعة رسائل رضوية)) للبريلوي (١/ ١٨٠) ط كراتشي.
(٣) ((أنوار الانتباه في حل نداء يا رسول الله)) المندرج في ((مجموعة رسائل رضوية)) للبريلوي (١/ ١٨٠) ط كراتشي.
(٤) ((مجموعة رسائل رضوية)) للبريلوي (١/ ١٨٠) ط كراتشي.
(٥) ((فتاوى أفريقه)) للبريلوي (١٣٥).
(٦) ((حياة الموات)) المندرج في ((الفتاوى الرضوية)) (٤/ ٢٨٩).
(٧) ((الأمن والعلى)) (٤٤).
(٨) ((كشف فيوض)) لمحمد عثمان البريلوي (٣٩).
(٩) ((كشف فيوض)) لمحمد عثمان البريلوي (٤٣).
(١٠) ((كشف فيوض)) لمحمد عثمان البريلوي (٥٧).
(١١) ((أنوار الانتباه)) (١٨٢).
(١٢) ((أنوار الانتباه)) (١٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>