للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨ - الجناح الأيسر: درجتان من درجات الدعاة وهما ملحقان بصورة دائمة بالداعي المطلق فهما جناحاه يقدمان له الخدمات أثناء جولاته في الأقاليم للدعاية ويطلقون عليهما أحياناً "اليد" أي أنهما يقدمان الخدمات للداعي كما تقدم اليد الخدمات للجسم وهذان لهما مهمتان صعبتان فإن عليهما أن يذهبا مسبقاً إلى البلد التي يقرر الداعي الذهاب إليه فيدرسان أوضاعه السياسية والعلمية والأدبية وحالة ندواته ومدارسه وطبقات أهله وعلمائه وشعرائه ونفسياتهم ونواحي القوة والضعف لديهم وميولهم وأديانهم وما هم عليه من المكانة الاجتماعية وبعد أن يدرسا كل شيء عن البلد يعودان إلى الداعي المطلق ويقدمان له تقريرهما فينتقل إلى البلد المقرر على ضوء تقريرهما بينما ينتقل الجناحان إلى البلد الثاني المقرر زيارته (١).

٩ - الداعي المأذون:

تناول فلاسفة الإسماعيلية هذه الدرجة بالإيضاح ولكنهم اختلفوا حول أقسام المأذونين. فالسجستاني قال إنهم ثلاثة أقسام:

(أ) مأذون مطلق.

(ب) مأذون محدود. (ج) مأذون (٢).

والكرماني اعتبرهم قسمين:

(أ) مأذون مطلق.

(ب) مأذون محدود. وقال عن الأخير أنه هو المكاسر (٣).

١٠ - المكاسر: تعتبر هذه الدرجة من المراكز الظاهرة للدعاة حيث أن من مهامه الأساسية مخالطة الناس بلا تحفظ وترغيبهم إلى عقيدته وفكرته ومن ثم اختيار من يصلح للدعوة والولوج في مراتبهم. ويحدد الكرماني مهام المكاسر بقوله: أن عليه جذب الأنفس المستجيبة (٤).والواقع أن فلاسفة الإسماعيلية قديماً وحديثاً تحدثوا عن هذه الدرجة كثيراً لظهورها وعدم استتار أصحابها (٥).

المصدر:أصول الإسماعيلية لسليمان بن عبد الله السلومي – ١/ ٣٣٦


(١) ((القرامطة)) لعارف تامر (ص ١٠٥).
(٢) ((تحفة المستجيبين)) للسجستاني (ص ١٥٤).
(٣) ((راحة العقل)) للكرماني (ص ٢٥٦).
(٤) ((راحة العقل)) للكرماني (ص ٢٥٦).
(٥) انظر على سبيل المثال ((المجالس المؤيدية)) للشيرازي (٢/ ٢١١)، و ((الذخرية)) للوليد (ص ٦٥)، و ((طائفة الإسماعيلية)) لمحمد كامل حسين (ص ١٣٤ - ١٣٥)، و ((أعلام الإسماعيلية)) لمصطفى غالب (ص٢٠ - ٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>