للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رابعا: السابق، وهو الجناح الأيمن، نظام المستجيبين وعز الموحدين، أبو الخير سلامة بن عبد الوهاب السامري. خامسًا: التالي، وهو الجناح الأيسر، لسان المؤمنين وسند الموحدين، ومعدن العلوم، الذي يقوم بالأفعال الصحيحة المعلومة، والناصح لكافة الخلق أجمعين، الشيخ المقتني بهاء الدين أبو الحسن علي بن أحمد السموقي المعروف بـ (الضيف) (١).والحدود الأربعة الذين يلون العقل الكلي، هم الأربعة الحرم، وهؤلاء الحدود يظهرون في كل عصر في صور مختلفة وأسماء متباينة، فمثلاً عندما ظهر المعبود في صورة أبي زكريا، ظهر حمزة في صورة قارون، وظهر إسماعيل التميمي النفس الكلية في صورة أبي سعيد الملطي) (٢).وعندما ظهر حمزة في صورة سلمان الفارسي في زمن محمد صلى الله عليه وسلم، ظهرت الحدود الأربعة الأخرى بصورة أربعة من الصحابة وهم: المقداد، وأبو ذر، وعمار بن ياسر، والنجاشي) (٣).

ومما يذكر أن التالي – أي بهاء الدين – له ثلاثة حدود هم:

الجد: وهو أيوب بن علي.

الفتح: وهو رفاعة بن عبد الوارث.

الخيال: وهو محسن بن علي. وهؤلاء الثلاثة يتلقون أوامرهم من بهاء الدين، وليس لهم المكانة التي للحدود الحرم) (٤).وسمي الحدود الأربعة حرما، لأن حمزة مقامه منهم مقام الرجال، وهم نساؤه، ولأنهم عنده بمنزلة النساء في طاعتهم له) (٥).

وحتى يكون التوحيد شاملاً، جعلوا لمرتبة العقل سبعين حجة، وعن هؤلاء الحجج السبعين تفرعت الحدود جميعا بين دعاة ومأذونين ومكاسرين.

وجميع الحدود الحرم وغير الحرم كلهم من قبل العقل، يسقط من يريد ويرفع درجة من يشاء، والحدود السبعون هم الذين أتى على ذكرهم القرآن الكريم بقوله تعالى: ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ [الحاقة: ٣٢]، يعني حدود دعوة التوحيد سلسلة بعضها في بعض وهم سبعون رجلاً موزعين ومنظمين حسب الشكل التالي:

أولاً: النفس الكلية، ولها اثنا عشر حجة في الجزائر، وسبعة دعاة للأقاليم.

ثانيا: الكلمة، ولها اثنا عشر حجة وسبعة دعاة.

ثالثًا: السابق، وله اثنا عشر حجة فقط.

رابعًا: التالي، وله اثنا عشر حجة فقط. خامسًا: الداعي المطلق، وله مأذون واحد ومكالبان – أو مكاسران -) (٦).


(١) ((رسالة ذكر معرفة الإمام وأسماء الحدود العلوية روحانية وجسمانية)).
(٢) محمد كامل حسين: ((طائفة الدروز))، (ص ١١٤).
(٣) كريم ثابت: ((الدروز والثورة السورية))، (ص ٣٦)، واعتبار النجاشي صحابيًا لا يصلح بالتعريف المعتمد لأنه لم يشاهد النبي صلى الله عليه وسلم.
(٤) محمد كامل حسين: ((طائفة الدروز))، (ص ١١٤).
(٥) مخطوط، ذكر ما يجب أن يعرفه الموحد ويعتقد به: مكتبة القديس بولس في الجامعة الأمريكية ببيروت (رقم ٢٠٦)، ويوجد شريط عنه في الجامعة الأردنية (رقم ٧١٥).
(٦) مصطفى غالب: ((الحركات الباطنية في الإسلام))، (ص ٢٦٢ – ٢٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>