ثم تراه يصرح بتأليه نفسه ويدعو إلى عبادة ذاته بأسلوب أفدح في كتابه الأنجس المسمى بـ (الأقدس) فيقول ص ٨١ "من عرفني قد عرف المقصود من توجه إلي قد توجه إلى المعبود".
ثم تأتي الفاضحة التي تعري البهائية من أقنعة التقية وتجردهم من أسلحة المراوغة والتلاعب بالألفاظ وذلك في قول البهاء نفسه:
"يا إلهي إذا أنظر إلى نسبتي إليك أحب بأن أقول في كل شيء بأني أنا الله"
رسالة الشرح ملحقة بـ (الأقدس) ص ٢٥٧.
هذا هو البهاء مدعي الألوهية يدعو إلى عبادة نفسه بحجة أن الله موجود فيه والنصوص صريحة واضحة لا تحتمل تأويلا كما أننا لا نقبل منهم تأويلا البتة ذلك لأن أقدسهم يقول ص ١٠٦:
"إن الذي يؤول ما نزل من سماء الوحي ويخرجه عن الظاهر إنه ممن حرف كلمة الله العليا وكان من الأخسرين في كتاب مبين".
فهم يحرمون التأويل وإجراء النصوص على ظاهرها عندهم واجب لذلك نلزمهم بما ألزموا به أنفسهم وهو إجراء النصوص على ظاهرها.
والأظهر أن البهاء حرم تأويل نصوصه هو أما بقية الكتب السماوية فلم يتعامل معها إلا بالتأويلات الباطلة كما سيأتي.
كانت هذه أمثلة من وسوسة الشيطان ووحيه لعبده البهاء حيث زين له إبليس أن الله اختاره مكانا ليستقر فيه ولسانا يعبر به وقبلة يتوجه إليها عابدوه الذين هم في الحقيقة عابدو إبليس.
وإلى القارئ الكريم توضيحا أكثر من سدنة هذا الإله الباطل وشارحي كلامه:
فقد قال الجلباتيجاني في مقدمة كتابه (الفرائد) ص ١٥، ١٦:"إن عامة الناس يظنون أنه في استطاعتهم هزيمة البهائيين حيث يسألون ماذا كان دعواه "أي البهاء"؟ فإن قيل: النبوة. يقولون: ورد في حديث "لا نبى بعدي" (١) فإن قيل: المهدية. يردون عليهم بذكر الأوصاف التي وردت في الروايات، ولكنهم لا يعرفون أن قائمنا (أي البهاء) يملك منصب الربوبية".
وقال بهائي هندي "إن البهائيين يعتقدون أن دور النبوة قد انتهي وعلى ذلك ما قالوا يوما: إنه نبي أو رسول. بل هم يعتقدون أن ظهوره هو عين ظهور الله" مجلة كوكب الهند ٦ج٦ في ٢٤ يونيو ١٩٢٧م.
ويقول حيدر علي البهائي في "بهجة الصدور":
"قد أذعنا وأيقنا بألوهية البهاء الذي لا يزال بلا مثال وقديم قدم الجمال".
ويقول بهائي آخر وهو النقابة آل محمد في كتابه (الدليل والإرشاد):
"فقد رأي الرسول صلى الله عليه وسلم الرب سبحانه وتعالى متجليا في حضرة علي محمد الباب". فما أعجب وقاحة هذا الكذاب ومدى استخفافه بعقول متبعيه إذ إن بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ١٢٥٠ سنة
ويقول "فالله جل جلاله يتجلى لعباده مرتين في هذه الدورة:
فأولا بحضرة مظهر الربوبية المبشر الأعظم بحضرة بهاء الله السيد علي محمد الباب ثم بجمال القدم حضرة بهاء الله الذي هو المقصود الأول".
وهكذا يقول البهاء عن أبيه في مكاتبه ص ١٣٨ "تجلى رب الأرباب والمجرمون خاسرون وهو الذي أنشأكم النشأة الأخرى وأقام الطامة الكبرى وحشر النفوس المقدسة في الملكوت الأعلى".
هذا هو اعتقاد البهائيين في الله كفر بواح وشرك صراح ولا تساوى ثمن هذا الورق ولولا سؤال الناس عنها ما كتبناه.
فمن المعلوم بالضرورة لكل مسلم أن الله أعز وأجل وأكرم وأعظم من أن يحتاج لأحد من خلقه بل كل خلقه إليه فقير وكل أمر عليه يسير لا يحتاج إلى شيء ولا يقوم بشيء بل هو قيوم السماوات والأرض وكل خلقه محتاج إليه هو الصمد الذي تقصده كل المخلوقات بحوائجها فالله هو الغني ونحن الفقراء إليه يملك كل شيء ولا يحيط به شىء.
(١) رواه البخاري (٣٤٥٥) ومسلم (١٨٤٢).