للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكي يطلع القارئ الكريم على بعض تلك الآيات التي لفقها المازندراني نورد الأمثلة الآتية من كتابه الأنجس وليس (الأقدس)، وهو موجود ضمن كتاب (خفايا الطائفة البهائية) بنصه كاملاً كما تقدمت الإشارة إليه.

فمن ذلك زعمه أنه قد أحاط بعلم ما في اللوح وقرأه والناس غافلون، وأنه دخل مكتب الله-هكذا بهذا الأسلوب- والناس راقدون. النص: (يا ملاّء البيان إنا دخلنا مكتب الله إذ أنتم راقدون، ولا حظنا اللوح إذ أنتم نائمون، تالله الحق قد قرأناه قبل نزوله وأنتم غافلون) (١)

رده على المخالفين له الذين يدعون أنهم علماء أكثر منه مع أنه أحاط بالعلم ولم يترك لهم منه إلا مثل ما تترك العظام للكلاب. النص: (ومنها- أي من الناس- من يدعي الباطن وباطن الباطن، قل: أيها الكذاب تالله ما عندك أنه من القشور تركناها لكم كما تترك العظام للكلاب) (٢)

وقال في بيانه لمنزلة كتابه (الأقدس): (لا تحسبن أنا أنزلنا لكم الأحكام، بل فتحنا ختم الرحيق المختوم بأصابع القدرة والاقتدار، يشهد بذلك ما نزل من قلم الوحي تفكروا يا أولي الأفكار) (٣).ويندب حظ من أعرض عن ذكره بقوله: (من الناس من غرته العلوم وبها منع عن اسمي القيوم، وإذا سمع صوت النعال من خلفه يرى نفسه أكبر من نمرود قل: أين هو يا أيها المردود تالله إنه لفي أسفل الجحيم) (٤).ويقول في تفضيل كلامه: (من يقرأ من آياتي لخير له من أن يقرأ كتب الأولين والآخرين، هذا بيان الرحمن- يعني نفسه- إن أنتم من السامعين، قل: هذا حق العلم لو أنتم من العارفين) (٥).إلى أن قال: (لو يقرأ أحداً به من الآيات بالروح والريحان خير له من أن يتلو بالكسالة صحف الله المهيمن القيوم) (٦). (قل: تالله لا تغنيكم اليوم كتب العالم ولا ما فيه من الصحف إلا بهذا الكتاب الذي ينطق في قطب الإبداع أنه لا إله إلا أنا العليم الحكيم) (٧) إلى آخر إفكه وإلحاده وجهله بجميع الأديان.

المصدر:فرق معاصرة لغالب عواجي ٢/ ٧٢٧ - ٧٣٠

ويقول في تعليم أتباعه دفن الموتى: "قد حكم الله دفن الأموات في البلور أو الأحجار الممتنعة أو الأخشاب الصلبة اللطيفة ووضع الخواتيم في أصابعهم إنه لهو المقدر العليم. يكتب للرجال ولله ملك السموات وأرض وما بينهما وكان الله بكل شيء عليما وللورقات ولله ملك السموات وما بينهما وكان الله على كل شيء قديرا "

المصدر:الموجز في الأديان والمذاهب المعاصرة لناصر القفاري وناصر العقل - ص ١٦٢، ١٦٣

فـ الكتاب عبارة عن أفكار صوفية يهيم بها صاحبها في أودية الخيال وسنوحات الفكر لا ترقى إلى درجة الكتب العلمية البشرية بله أن تكون كلاما موحى به من الله عز وجل وإليك بعض عبارات الكتاب: يقول في أوائل كتابه: (قد ماجت بحور الحكمة والبيان بما هاجت به نسمة الرحمن اغتنموا يا أولي الألباب) (٨).ويقول: (قد تكلم لسان قدرتي في جبروت عظمتي مخاطبا لبريتي أن اعملوا حدودي حبا لجمالي طوبى لحبيب وجد عرف المحبوب من هذه الكلمة التي فاحت منها نفحات الفضل على شأن لا توصف بالادكار لعمري من شري رحيق الإنصاف من أيادي الألطاف أنه يطوف حول أوامري المشرقة من أفق الإبداع) (٩)


(١) ((الأقدس)) (ص: ١٨٢).
(٢) ((الأقدس)) (ص: ١٤٧).
(٣) ((الأقدس)) (ص: ١٤١).
(٤) ((الأقدس)) (ص: ١٤٩).
(٥) ((الأقدس)) (ص: ١٧٣).
(٦) ((الأقدس)) (ص: ١٧٦)، وهكذا في الأصل ((أحداً)).
(٧) ((الأقدس)) (ص: ١٨١).
(٨) ((الأقدس)) (ص: ١٤٠).
(٩) ((الأقدس)) (ص: ١٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>