للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولعله قال هذا الكلام - أنه مهدي - قبل أن يُرقَّي نفسه إلى (نبي).وقال أيضاً عندما احتلت بريطانيا القدس - وهي المدينة التي لا يعترف بها بعد أن حولها إلى قاديان -: (نحن نشكر الله ألف وألف مرة على فتوحات بريطانيا، وأن سبب الابتهاج والسرور لأن إمامنا (الغلام القادياني) كان يدعو لفتوحاتها وكان يوصي جماعته بالدعاء لها، وأيضاً فتحت لنا أبواب الدعوة إلى القاديانية التي كانت مسدودة قبل الآن، وهذا كله لامتداد دولة بريطانيا إلى بلدان أخرى) (١).كما ينقل إحسان إلهي - رحمه الله - عن جريدة الفضل القاديانية الرسمية مقالاً جاء فيه: (أن حكومة بريطانيا هي ترس لنا نتقدم إلى الأمام تحت وقاية هذا الترس، الذي لو أبعد لمزقنا من الرماية فاتحدنا وصار رقيتها (٢) وعلوها رقيتنا وعلونا، ودمارها دمارنا) (٣).وقال الغلام نفسه عن ربوة وظل بريطانيا عليهم: (قد قال الله عز وجل في القرآن: وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ [المؤمنون] ٥٠ ولما جعلني الله عز وجل مثيل عيسى جعل لي السلطنة البريطانية ربوة أمن وراحة ومستقراً حسناً؛ فالحمد لله مأوى المظلومين، ولله الحكم والمصالح، ما كان لأحد أن يؤذي من عَصَمَهُ الله، والله خير العاصمين) (٤).وقال كذلك: (ولولا سيف الحكومة لأرى منكم ما رأى عيسى من الكفرة، ولذلك نشكر هذه الحكومة لا بسبيل المداهنة بل على طريق شكر المنة، ووالله إنا رأينا تحت ظلها أمناً لا يرجى من حكومة الإسلام في هذه الأيام، ولذلك لا يجوز عندنا أن يرفع عليهم السيف بالجهاد، وحرام على جميع المسلمين أن يحاربوهم ويقوموا للبغاوات والفساد، ذلك بأنهم أحسنوا إلينا بأنواع الامتنان) (٥) .. إلخ الثناء عليهم.

المصدر:فرق معاصرة ٢/ ٧٥٩ - ٧٦٣ وأيضا يقول غلام أحمد في "ضرورة الإمام ص٢٣: "أنا أشكر الله عز وجل أنه أظلني تحت ظل رحمة بريطانية التي أستطيع تحت ظلها أن أعمل وأعظ، فواجب على رعية هذه الحكومة المحسنة أن تشكر لها وخصوصاً عليَّ أن أبدي لها الشكر الجزيل، لأني ما كنت أستطيع أن أنجح في مقاصدي العليا تحت ظل أي حكومة حضرة قيصر الهند". وقال: لعنة الله على من يريد أن يكون تحت أمر الأمير مع أن الله قال: أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر، فالمراد من أولي الأمر ها هنا "الملك المعظم، ولذا أنا أنصح مريدي وأشياعي بأن يدخلوا الإنجليز في أولي الأمر ويطيعوه من صميم قلوبهم" (٦).


(١) ((جريدة الفضل)) (٢٣ نوفمبر سنة ١٩١٨م).
(٢) هكذا في الأصل.
(٣) ((جريدة الفضل)) (١٩ أكتوبر سنة ١٩١٥م)، انظر لتلك النصوص: ((القاديانية)) لإحسان إلهي (ص٢١ - ٣٣).
(٤) ((ضميمة الوحي)) (ص٥٠) هامش (١).
(٥) ((ضميمة الوحي)) (ص٦٣).
(٦) نقلاً عن إحسان إلهي ظهير، ((القاديانية دراسة وتحليل))، (ص ٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>