للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو محمد عبدالقادر بن أبي صالح الجيلاني "٥٦١هـ":قال في كتابه (الغنية) في إثبات الصوت والحرف لله تعالى: "وهذه الآيات والأخبار تدل على أن كلام الله عز وجل صوت لا كصوت الآدميين، كما أن علمه وقدرته وبقية صفاته لا تشبه صفات الآدميين، كذلك صوته. وقد نص الإمام أحمد رحمه الله تعالى على إثبات الصوت في رواية جماعة من الأصحاب رضوان الله عليهم أجمعين خلاف ما قالت الأشعرية من أن كلام الله تعالى معنى قائم بنفسه، والله حسيب كل مبتدع ضال مضل ... " (١) اهـ.

وقال أيضاً: "فصل: فأصل الثلاث وسبعين فرقة عشرة: أهل السنة، والخوارج، والشيعة، والمعتزلة، والمرجئة، والمشبهة، والجهمية، والضرارية، والنجارية، والكلابية ... والجهمية، والنجارية، والضرارية، والكلابية، كل واحدة فرقة واحدة" (٢).

أبو محمد عبدالله بن أحمد بن قدامة المقدسي "٦٢٠هـ":قال في "لمعة الاعتقاد": "ومن السنة: هجران أهل البدع ومباينتهم، وترك الجدال والخصومات في الدين، وترك النظر في كتب المبتدعة، والإصغاء إلى كلامهم، وكل محدثة في الدين بدعة، وكل متسم بغير الإسلام والسنة مبتدع: كالرافضة، والجهمية، والخوارج، والقدرية، والمرجئة، والمعتزلة، والكرامية، والكلابية، ونظائرهم، فهذه فرق الضلال، وطوائف البدع أعاذنا الله منها" (٣) اهـ. وقال في "المناظرة في القرآن": "ولم تزل هذه الأخبار وهذه اللفظة – أي: إثبات الحرف والصوت من كلام الله تعالى – متداولة منقولة بين الناس، لا ينكرها منكر، ولا يختلف فيها أحد، إلى أن جاء الأشعري فأنكرها، وخالف الخلق كلهم، مسلمهم وكافرهم، ولا تأثير لقوله عند أهل الحق، ولا ترك الحقائق وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة لقول الأشعري، إلا من سلبه الله التوفيق، وأعمى بصيرته، وأضله عن سواء السبيل" (٤) اهـ.

الإمام أبو عبدالله محمد بن المرتضى اليماني المشهور بابن الوزير (٨٤٠هـ):قال: "والسنّي يستقبح تأويل المعتزلة والأشعرية للرحمن الرحيم الحكيم غاية الاستقباح ... ولم تزل هذه النصوص مقررة مجللة معتقدة مع تنزيه الله تعالى من نقائصها، مثل تنزيهه من نقائص علم المخلوقين، وإرادتهم في العليم والمريد وغيرهما، حتى فشت البدعة واجتمعت كلمة المعتزلة والأشعرية على تقبيح نسبة الرحمة، والحلم، والمحبة، والخلة لله تعالى" (٥) اهـ.

علامة الكويت محمد بن سليمان آل جراح "١٤١٧هـ":سئل عن رأيه في كتب الكلام مثل جوهرة التوحيد – وهو من منظومات معتقد الأشاعرة – فأجاب: "علم الكلام ليس من العقيدة، خارج عن الكتاب والسنة، وهل دخلت الضلالات والفتن إلا من علم الكلام، وهل محنة الإمام أحمد إلا من علم الكلام؟ هذا الدين لا يؤخذ إلا من الكتاب والسنة" (٦) اهـ.


(١) ((الغنية لطالب طريق الحق عز وجل)) (١/ ١٣١)، ونقله عنه ابن الألوسي في ((جلاء العينين)) (ص: ٣٥٦).
(٢) ((الغنية لطالب طريق الحق عز وجل)) (١/ ١٧٥).
(٣) ((لمعة الاعتقاد)) (ص: ٢٠٠).
(٤) ((المناظرة في القرآن)) (ص: ٦٩ - ٧٠).
(٥) ((إيثار الحق على الخلق)) (ص: ١٢٨ - ١٢٩).
(٦) كتاب ((عالم الكويت ومفتيها وفرضيّها الشيخ محمد بن سليمان آل جراح سيرته ومراسلاته وآثاره العلمية)) للدكتور وليد المنيس (ص: ٢٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>