للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ـ استفادوا من فترة احتلالهم لبلاد المسلمين بالتدخل في المناهج التعليمية، ومحاولة إحلال المنهج الغربي ـ كما يدعون ـ مكان المناهج الإسلامية في البلاد المحتلة. ـ عملوا على محاولة استبعاد دراسة القرآن والسنة والتاريخ الإسلامي في البرامج التعليمية العامة (١).،ـ العمل على تشويه عقائد المسلمين وإثارة الشكوك والشبهات حولها (٢)، عبر وسائل التربية والتعليم من جهة وعبر وسائل الإعلام من جهة أخرى وكم خدم المستأجرون والمندسون والمنافقون والجهلاء أعداء الدين في تحقيق أهدافه (٣).مساندة الحركات الهدامة التي تظهر بصورة الإسلام والإسلام منها براء كالقاديانية التي ما ترعرعت إلا في أحضان الاحتلال الإنجليزي للهند (٤)، والبهائية التي تخدم بوضوح مصالح وأهداف الصهيونية والصليبية (٥).

ولم يقتصر أعداء الدين من نشر الجهل بالدين الإسلامي وتعزيز وجوده بل عمدوا أيضا إلى محاولة تجهيل المسلمين بلغة دينهم لغة القرآن الكريم: " اللغة العربية" وهاك تفصيل ذلك وبيانه. ب ـ الجهل باللغة العربية: من الجهل الذي يؤدي إلى سوء فهم نصوص الشريعة ومن ثم تعدد الآراء وتفرقها هو الجهل باللغة العربية لذا عد تعلم اللغة العربية من العلوم الواجب على المجتهد معرفتها إذ علم اللغة العربية علم لا يحل الاجتهاد في الشريعة إلا بالاجتهاد فيه فالمجتهد بلا بد مضطر إليه (٦). يقول الإمام ابن عبد البر رحمه الله: "ومما يستعان به على فهم الحديث ما ذكرناه من العون على كتاب الله عز وجل وهو العلم بلسان العرب ومواقع كلامها وسعة لغتها ... وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يكتب إلى الآفاق أن يتعلموا السنة والفرائض واللحن ـ يعني النحو ـ كما يتعلم القرآن (٧).ولقد كان عبدالله بن عمر رضي الله عنهما يضرب ولده على اللحن (٨). وما ذاك إلا لأن القرآن الكريم إنما نزل بلسان العرب على الجملة وطلب فهمه إنما يكون من هذا الطريق خاصة (٩).وكثيرا ما يقع الخطأ والاشتباه في فهم النصوص الشرعية بسبب الجهل بلسان العرب يقول الإمام الشافعي رحمه الله: " ... إن القرآن نزل بلسان العرب دون غيره: لأنه لا يعلم من إيضاح جمل علم الكتاب أحد جهل سعة لسان العرب وكثرة وجوهه وجماع معانيه وتفرقها ومن علمه انتفت عنه الشبه التي دخلت على من جهل لسانها (١٠).


(١) انظر ((احذروا الأساليب الحديثة في مواجهة الإسلام)) لسعد الدين السيد صالح (١٨١) ((دراسات في السيرة النبوية)) لمحمد سرور بن نايف زين العابدين (١١٩، ١٥٦).
(٢) انظر ((أجنحة المكر الثلاث)) لعبد الرحمن حنبكة الميداني (٤٤) وانظر (٧٥، ١٩٨، ٢٢٥، ٢٤٩) ((دراسات في السيرة النبوية)) (١٥٩) ((الشبهات والأخطاء الشائعة في الفكر الإسلامي)) لأنور الجندي (٤١، ٢٨٧).
(٣) انظر ((أجنحة المكر الثلاث)) (٢٧٤) ((دراسات في السيرة النبوية)) (٢٧٨).
(٤) انظر ((أجنحة المكر الثلاث)) (٢٧٧) ((احذروا الأساليب الحديثة)) (٣٠٩).
(٥) انظر ((أجنحة المكر الثلاث)) (٢٧٤) ((احذروا الأساليب الحديثة)) (٣١٤) ((الإسلام والحضارة الغربية)) لمحمد محمد حسين (١٨، ٤١، ١٠١).
(٦) انظر ((الموافقات)) للشاطبي (٤/ ٤٨٤٩ بتصرف.
(٧) ((جامع بيان العلم)) (٢/ ١١٣٢).
(٨) ((جامع بيان العلم)) (٢/ ١١٣٣).
(٩) انظر ((الموافقات)) للشاطبي (٢/ ٣٧٥٩ (٢/ ٣١٩) وانظر ((الرسالة)) للشافعي (٤٢).
(١٠) ((الرسالة)) (٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>