للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- كلام الغزالي "ت ٥٠٥هـ".قال في كتابه (قواعد العقائد) بعد أن سرد مسائل الاعتقاد على منهج الأشاعرة – كقولهم بالنفي المفصل في صفات الله -، فقال: "وإنه ليس بجسم مصور ولا جوهر محدود مقدر ... وأنه ليس بجوهر ولا بعرض ... فكل ذلك مما وردت به الأخبار وشهدت به الآثار، فمن اعتقد جميع ذلك موقناً به كان من أهل الحق وعصابة السنة، وفارق رهط الضلال وحزب البدعة" (١).وقال في "الاقتصاد في الاعتقاد": "الحمد لله الذي اجتبى من صفوة عباده عصابة الحق وأهل السنة" (٢).

- كلام الرازي "ت ٦٠٦هـ":قال في كتابه (معالم أصول الدين): "قال الأكثرون من أهل السنة: كلام الله واحد ... " (٣). وهذا قول الكلابية والأشاعرة وليس بقول أهل السنة والحديث.

- كلام أحمد بن موسى الخيالي "ت ٨٦٢هـ":

قال في "حاشيته على العقائد النسفية": "الأشاعرة هم أهل السنة والجماعة. هذا هو المشهور في ديار خراسان والعراق والشام، وأكثر الأقطار، وفي ديار ما وراء النهر يطلق ذلك على الماتريدية أصحاب الإمام أبي منصور ... " (٤).

- كلام إبراهيم بن محمد البيجوري "ت ١٢٧٧هـ":قال في (شرح جوهرة التوحيد) (٥): " ... وأما عند أهل السنة فالحسن ما حسنه الشرع، والقبيح ما قبحه الشرع". وهذا قول الأشاعرة وليس هو قول السلف من أهل السنة.

- كلام الدكتور محمد سعيد رمضان "من الأشاعرة المعاصرين":

قال في معرض كلامه على مسألة كلام الله عز وجل: "ثم إن المعتزلة فسروا هذا الذي أجمع المسلمون على إثباته لله تعالى، بأنه أصوات وحروف يخلقها الله في غيره كاللوح المحفوظ وجبريل، ومن المعلوم أنه حادث وليس بقديم، ثم إنهم لم يثبتوا لله تعالى شيئاً آخر من وراء هذه الأصوات والحروف تحت اسم: الكلام.- قال-: أما جماهير المسلمين، أهل السنة والجماعة، فقالوا: إننا لا ننكر هذا الذي تقوله المعتزلة، بل نقول به ونسميه كلاماً لفظياً ونحن جميعاً متفقون على حدوثه وأنه غير قائم بذاته تعالى، من أجل أنه حادث، ولكنا نثبت أمراً وراء ذلك وهو الصفة القائمة بالنفس ... " (٦).

وهذا القول من خصائص المذهب الكلابي الذي عليه الأشاعرة، ولم يوافقهم عليه أحد من أئمة الحديث وأهل السنة من سلف هذه الأمة. فجعل الدكتور البوطي أصحاب هذا المعتقد في كلام الله هم أهل السنة.

- كلام وهبي سليمان غاوجي الألباني "من الأشاعرة المعاصرين":

قال: "الفرق في شأن صفات الله تعالى ثلاث: أهل السنة والجماعة، وهم المثبتون لله تعالى على صفة الكمال ورد بها الدليل القطعي ... " (٧).

ثم ذكر أقسام الصفات على منهج الأشاعرة.

وهكذا نرى الأشاعرة يعلنون منذ نشأتهم وإلى اليوم أنهم هم أهل السنة، وأنهم الفرقة الناجية دون غيرهم.

ونراهم ينصون على سبب استحقاقهم هذا اللقب، وكونهم الفرقة الناجية. وهو: أتباعهم لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وسنة أصحابه من بعده. فيقول البغدادي: "ولسنا نجد اليوم من فرق الأمة من هم على موافقة الصحابة رضي الله عنهم غير أهل السنة والجماعة، من فقهاء الأمة ومتكلميهم الصفاتية ... " (٨).وقال قبل ذلك عندما ذكر الفرقة الثالثة والسبعين وأنهم أهل السنة والجماعة وذكر مما يجمع هذه الفرقة: "والإقرار بتوحيد الصانع، ... مع قبول ما صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم" (٩).ويقول الإسفراييني: في سبب نجاة أهل السنة وهو متابعتهم للرسول صلى الله عليه وسلم: "وليس في فرق الأمة أكثر متابعة لأخبار الرسول صلى الله عليه وسلم، وأكثر تبعاً لسنته من هؤلاء، ولهذا سموا: أصحاب الحديث: وسموا بأهل السنة والجماعة ... " (١٠).

إذن أتباع ما كان عليه صلى الله عليه وسلم وأصحابه، هو الضابط لاستحقاق لقب "أهل السنة" والفوز بالنجاة. وهذا ضابط مهم لمعرفة أهل السنة من غيرهم. فهل التزم الأشاعرة بذلك وحققوا الاتباع كما ادعوا؟ أم أنهم قدموا على السنة غيرها، وحكموا فيها العقل، وصرفوها عن حقائقها بأنواع المجازات وغرائب اللغات ومستنكرات التأويلات؟

ذلك ما سيتضح لنا فيما بعد إن شاء الله.

وقبل ذلك علينا أن نعرف ما هو الطريق لمعرفة السنة، وبأي شيء تدرك؟


(١) ((قواعد العقائد)) (ص: ٧١) , بتحقيق موسى محمد علي، ط. الثانية ١٤٠٥، نشر: عالم الكتب – بيروت"، (ص: ٧١)، وانظر: (ص: ٥١).
(٢) (ص: ٣)، "ط. الأولى ١٤٠٣هـ، نشر: دار الكتب العلمية – بيروت".
(٣) ((معالم أصول الدين))، "بتقديم طه عبدالرؤوف سعد، نشر: مكتبة الكليات الأزهرية – القاهرة"، (ص: ٦٥).
(٤) المرتضى الزبيدي: ((إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين)) (٢/ ٦)، "نشر: دار الفكر".
(٥) ((تحفة المريد)) (ص: ٣٠ - ٣١).
(٦) ((كبرى اليقينيات الكونية)) (ص: ١٢٥)، "نشر: دار الفكر – بيروت، ١٤٠٥هـ مصور عن طبعة ١٩٨٢م".
(٧) ((أركان الإيمان)) (ص: ٢٥).
(٨) ((الفرق بين الفرق)) (ص: ٣١٨).
(٩) ((الفرق بين الفرق)) (ص: ٢٦).
(١٠) ((التبصير في الدين)) (ص: ١٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>