للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - قال حافظ المغرب ابن عبدالبر (٤٦٣هـ):"وهو حديث منقول من طرق متواترة، ووجوه كثيرة من أخبار العدول عن النبي صلى الله عليه وسلم" (١).٢ - وقال شيخ الإسلام: "فإن هذا القول الذي قاله قد استفاضت به السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، واتفق سلف الأمة وأئمتها، وأهل العلم بالسنة والحديث على تصديق ذلك، وتلقيه بالقبول ... والنبي صلى الله عليه وسلم قال هذا الكلام وأمثاله علانية وبلغه الأمة تبليغاً عاماً لم يخص به أحداً دون أحد ولا كتمه عن أحد وكان الصحابة والتابعون تذكره وتأثره وتبلغه، وترويه في المجالس الخاصة والعامة، واشتملت عليه كتب الإسلام التي تقرأ في المجالس الخاصة والعامة ... " (٢).٣ - وقال الذهبي: "وأحاديث نزول الباري متواترة قد سقتُ طرقها وتكلمتُ عليها بما أُسئل عنه يوم القيامة" (٣).وقال: "وقد ألفت أحاديث النزول في جزء وذلك متواتر أقطع به" (٤).

٤ - وقال الإمام ابن القيم: "إن نزول الرب تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا قد تواترت الأخبار به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه عنه نحو ثمانية وعشرين نفساً من الصحابة، وهذا يدل على أنه كان يبلغه في كل موطن ومجمع، فكيف تكون حقيقته محالاً وباطلاً؟! وهو صلى الله عليه وسلم، يتكلم بها دائماً ويعيدها ويبديها مرة بعد مرة، ولا يفرق باللفظ ما يدل على مجازه بوجه ما، بل يأتي بما يدل على إرادة الحقيقة ... " (٥).وقال: " ... قد تواترت به الأحاديث والآثار .... " (٦).فأحاديث النزول هذه كما عرفتم قطعية الثبوت وقطعية الدلالة وليست من الوحدان، المفاريد، والمناكير بل من قبيل المتواتر والمشاهير ومفيدة للعلم القطعي اليقيني حتى باعتراف الكوثري فقد اعترف الكوثري: "أن الأخبار المحتج بها في الصفات إنما هي الصحاح المشاهير، دون الوحدان والمفاريد، والمناكير، والمنقطعات، والضعاف، والموضوعات ... " (٧).

وقد ذكرنا اعتراف كثير من الحنفية الماتريدية والكوثرية بأن خبر الواحد المحتف بالقرائن ومنه أحاديث (الصحيحين) ومنه ما تلقته الأمة بالقبول مفيد للعلم القطعي اليقيني.

الأمر الثالث:

في خروج الماتريدية على إجماع سلف هذه الأمة وأئمة السنة ولاسيما الإمام أبو حنيفة وأصحابه القدماء.

نصوص أئمة السنة في تحقيق صفة النزول خارجةٌ عن نطاق الحصر ولكن نورد ههنا بعض نصوص الإمام أبي حنيفة لتعتبر منه الماتريدية، كما نورد نصوص بعض الأئمة الآخرين لبيان أن عقيدة السلف عقيدة واحدة لم يختلف منهم اثنان وفيما يلي بعض النصوص.

١ - الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى (١٥٠هـ).سئل الإمام أبو حنيفة عنه - يعني النزول - فقال: "ينزل بلا كيف" (٨).


(١) ((التمهيد)) (٧/ ١٢٨).
(٢) ((شرح حديث النزول)) (ص ٥، ٩)، و ((ضمن مجموع الفتاوى)) (٥/ ٣٢٢ - ٣٢٣، ٣٧٤).
(٣) ((العلو)) (ص ٧٣، ٧٩)، وأقره شيخنا الألباني في ((مختصر العلو)) (ص ١١٠، ١١٦).
(٤) ((العلو)) (ص ٧٣، ٧٩)، وأقره شيخنا الألباني في ((مختصر العلو)) (ص ١١٠، ١١٦).
(٥) ((مختصر الصواعق المرسلة)) (٢/ ٣٨٠، ٣٩٨)، الطبعة الجديدة، (و (٢/ ٢٢١) الطبعة القديمة و (ص ٣٦٦، ٣٨٣)، ط/ دار الكتب العلمية.
(٦) ((مختصر الصواعق المرسلة)) (٢/ ٣٨٠، ٣٩٨)، الطبعة الجديدة، (و (٢/ ٢٢١) الطبعة القديمة و (ص ٣٦٦، ٣٨٣)، ط/ دار الكتب العلمية.
(٧) ((تبديد الظلام)) (ص ١٣٣، ٥٢، ١٢١، ١٥٢).
(٨) ذكره الإمام الصابوني عن الأستاذ أبي منصور بن حماد في ((عقيدة السلف أصحاب الحديث)) (ص ٤٢)، والبيهقي في ((الأسماء والصفات)) (ص ٤٥٦)، وسكت عليه الكوثري، والإمام ابن أبي العز في ((شرح الطحاوية)) (ص ٢٤٥)، والملا علي القاري في ((شرح الفقه الأكبر)) (ص ٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>