الكثير من القضايا المفيدة وكذلك الأمر بالنسبة لتفسير الخطيب، والكاتب يرجعنا إلى ما كتبه عبد المجيد المحتسب عن الخطيب، مع أن د. عبد المجيد -كما قلت من قبل- اشتغل في غير فنه، وكتابه مليء بالأخطاء العلمية، والأغلاط والافتراءات، وهو يرى أن الخطيب متأثر بمحمد عبده، وإن كنا لا نرى ذلك من خلال تفسيره.
والطامة الكبرى أن الدكتور صلاح سامحه الله يذكر ضمن المفسيرات المنحرفة تفسير الطبرسي وتفسير الكشاف والبيان، فالطبرسي يكاد يكون معتدلًا، فهو ينقل أقوال المفسرين جميعًا، الشيعة منهم وأهل السنة وهو يعده من أجود تفاسير الشيعة وأكثرها اعتدالًا، فكيف يذكره -إذن- ضمن التفاسير المنحرفة؟
والزمخشري وإن كانت له اعتزالياته في التفسير، فإن أحدًا لا ينكر أنه كان المعتمد في التفسير، وها هي التفاسير بين أيدينا لا نجد تفسيرًا ألف بعد الكشاف إلا وكان الكشاف مرجعه والعلماء يذكرون هذا المفسير ضمن الاتجاه البياني، فكيف يحيف كاتبنا على الإمام الزمخشري، ويغمطه حقه ويجعل تفسيره ضمن التفسيرات المنحرفة؟
٥ - يذكر الكاتب أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يفسر من القرآن إلا ما يعلمه العلماء كاستنباط الأحكام واستخراج الدلالات من الألفاظ، بعد أن يذكر تقسيم ابن عباس للتفسير، والذي أنبه عليه أن هذه الرواية لم تثبت عن ابن عباس هذا أولًا، وثانيًا: إذا كان هذا التفسير يعلمه العلماء فلم فسره النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ ولم لجأ إليه الصحابة لسؤاله عن بعض الآيات، والصحابة هم العلماء بالقرآن الكريم وقضاياه! ! .