هذا الكلام كنت كتبته في أول السبعينيات من القرن الماضي وبعد سنين صدر هذا التفسير للقرآن الكريم كاملًا في خمسة عشر مجلدًا، لكنه كان يحمل اسم الدكتور محمد سيد طنطاوي، وقد تفضل مشكورًا فأهداني هذا التفسير حينما جاء إلى عمان لحضور أحد المؤتمرات.
ولقد عجبت كل العجب عندما قرأت مقدمة هذا التفسير التي كتبها الأستاذ الدكتور محمد سيد طنطاوي فلم أجد فيها ذكرًا لأستاذنا الشيخ الكومي -رحمه الله- وهذا أمر يدعو إلى الاستغراب، ويبعث في النفس ألمًا، وإذا كان الشيخ الكومي -رحمه الله- ذا أثر طيب يقر به تلاميذه جميعهم، بل كلّ من عرفه، فإن الدكتور طنطاوي أولى الناس بأن يعترف للشيخ الكومي؛ لأن الذي أعرفه أنه كان من أخصّ تلاميذه، فحينما ذهبت مع الشيخ الذهبي -رحمه الله- إلى الشيخ الكومي من أجل الإشراف على رسالتي، استدعى الدكتور الطنطاوي للإشراف على رسالتي، وخصه بهذا الإشراف من بين تلاميذه جميعًا.
وإذا كان لا بد من كلمة أخيرة فإن التفسير الوسيط يفيد منه المتخصصون كما يفيد منه ذوو الثقافات العامة، وقد يغني عن قراءة كثير من التفاسير، فلقد جمع أقوال كثير من المفسرين وبخاصة أجلتهم جمعًا ليس عشوائيًا، بل هو جمع ناشئ عن فهم وذكاء، وإذا كان في الآية أكثر من رأي للمفسرين فهو يوازن بين هذه الآراء مرجحًا ما يبدو له، وغالبًا ما يكون موفقًا في هذا الترجيح، وإني أنصح لطلاب العلم قراءة هذا التفسير، رحم الله شيخنا الشيخ الكومي، وجزى الله الأستاذ الدكتور محمد سيد طنطاوي خيرًا على ما بذله من جهد في هذا الكتاب خدمة لكتاب الله تبارك وتعالى.