للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(أرأيت) بمعنى أخبرني تجوزان، إطلاق الرؤية وإرادة الإخبار، لأن الرؤية سبب له، وجعل الاستفهام بمعنى الأمر، بجامع الطلب في كل منهما" (١).

ويقول عند قوله تعالى: {عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ} [الأحزاب: ٧٢]: هي التكاليف والفرائض.

ونقل القرطبي عن القفال وغيره: إن العرض في الآية ضرب مثل، أي أن هذه الأجرام على عظمها لو كانت بحيث يجوز تكليفها لثقل عليها تقلد الشرائع، لما فيها من العقاب، والثواب، أي أن التكليف أمر حقه أن تعجز عنه السماوات والأرض والجبال، وقد حمله الإنسان وهو ظلوم جهول لو عقل، وفي القرآن من ضرب الأمثال كثير.

وقيل: الآية من المجاز، أي أنا إذا قايسنا ثقل الأمانة بقوة السماوات والأرض والجبال، رأينا أنها لا تطيقها، وأنها لو تكلمت لأبت وأشفقت، فعبر عن هذا بعرض الأمانة، كما تقول: عرضت الحِمْل على البعير فأباه، وأنت تريد قايست قوته بثقل الحمل فرأيت أنها تقصر عنه (٢).

ويذهب الشيخ إلى القول بالتضمين فعند قوله تعالى: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [البقرة: ٣] يقول الباء صلة للإيمان لتضمنه معنى الاعتراف (٣).

وعند قوله تعالى: {أَذَاعُوا بِهِ}، يقول: أي إلا قليلًا منهم لم يذيعوه، أي لم يفشوه يقال أذاع الخبر وأذاع به، إذا أشاعه وأفشاه، وقيل عدي بالباء لتضمنه معنى التحديث (٤).

وعند قوله تعالى: {أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}، أفرطوا في المعاصي جانين على


(١) (٢/ ٥٨).
(٢) (٢/ ١٩٢).
(٣) (١/ ١٥).
(٤) (١/ ١٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>