للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد هداه الله إلى أسبابه ووسائله بما شرع له من المنبهات عند طروق الغفلة، والمبصرات عند عروض الشبهة، والمعوذات المحصنات عند إلمام لمة الشيطان، وطواف طائفة (١).

ومن هذه المعوذات:

عقائد تدفع عن صاحبها الشكوك، وهي شر.

وحقائق تقي صاحبها الوهم، وهو شر.

وعبادات تربي مقيمها على الخير، وتنهاه عن الفحشاء والمنكر.

وأعمال تثبت فاعلها على الحق.

وأقوال يمليها القلب - العامر بتقوى الله والخوف من مقامه - على الألسنة لتكون شهادة لها، أو عنوانًا عليها، والألسنة تراجمة القلوب.

فكان مما شرع الله لنا في كتابه وعلى لسان نبيه التعوذ باللسان من الشر والباطل.

وأنزل الله عليه هاتين السورتين وفيهما الاستعاذة بالله من أنواع من الشرور هن أمهات لما عداهن.

وكان نبينا عليه السلام يكثر التعوذ باسم الله وكلماته من أنواع أخرى من الشرور مفصلة في صحاح السنة.

فضل المعوذتين:

أما السورتان فيكفي في فضلهما ما أخرجه مسلم في صحيحه عن عقبة بن عامر الجهني، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير خير منهن قط: قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس".


(١) فتدخل الإسلام في حياة الإنسان وتنظيمها، لم يكن عبثًا، وإنما كان لرعاية الإنسان، والأخذ بيده نحو الرشد والكمال الإنساني.

<<  <  ج: ص:  >  >>