ظلمات الشر والضلال والباطل إلا أنوار الخير والهدى والحق من خالقها، وفالق أنوارها.
وكما أضيف الفلق بمعنى الفجر إلى كلمة رب هنا، أقسم به في آية أخرى وهي قوله تعالى:{وَالْفَجْرِ}.
الشر:
{مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ}
من كل مخلوق فيه شر، فلا يدخل في عمومه إلا كل شرير من أي العوالم كان، كما يدخل في عموم المناطق كل ذي نطق، أو من شر كل مخلوق.
ومن مخلوقات الله ما هو خير محض كالأنبياء والملائكة.
ومعلوم أن المخلوقات كلها خلقت بحق والحكمة، فهي في نفسها خير. فإن كان لا ينشأ من أعمالها أو آثارها إلا الخير فهي الخير المحض، وإن كان ينشأ عنها الشر أحيانًا أو دائمًا، فعملها هو الشر، وهو المستعاذ منه.
لا تكليف بالشر:
وتصبح نسبة هذا القسم إلى الله من حيث الخلق والحكمة، ونسبة أعماله إليه من حيث التقدير والتكوين؛ لا من حيث الرضا والتكليف؛ فالله لا يرضى بالشر ولا يكلف به.
وقصارى إبليس وهو مادة الشر في هذا الوجود، أن يزين الشر ويلبسه بالخير. فالشر بيد الله خلقه وحكمة، لا رضا وتكليفًا. والخير بيد الله خلقة وحكمة ونعمة وأمرًا.
الشر ذاتي ونسبي:
وقد يكون الشر ذاتيًا لا ينفك، وقد يكون نسبيًا: باعتبار حالة تعرض واتجاه يقصد.