للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونجده يفسر الآية الكريمة: {قَال يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: ٧٥]، قال: "أي بلا واسطة، أي ما منعك عن السجود امتثالًا لأمري، وإعظامًا لخطابي لمن خلقته بلا واسطة، وفي ذلك دليل على بطلان نظرية التطور في شأن خلق آدم - علية السلام -" (١).

وهو ينكر على المذاهب المخالفة لذهب أهل السنّة والجماعة، فهو يردّ على المعتزلة في قولهم بخلق القرآن، فيقول عند تفسير قوله تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} [الأنبياء: ٢]: "مما استدل به المعتزلة على حدوث القرآن هذه الآية، ولا يصح لهم هذا الاستدلال، لأن المراد بالمحدث أنه محدث إتيانه، قريب عهده باستماعهم، مبتدأة تلاوته" (٢).

وكذلك يثبت رؤية الله عز وجل يوم القيامة، فعند قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)} [القيامة: ٢٢ - ٢٣]، يحشد الأحاديث الواردة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - التي تثبت رؤية الله عز وجل يوم القيامة، منها ما رواه البخاري رحمه الله في صحيحه: "إنكم سترون ربكم عيانًا"، وغيرها كثير من الأحاديث، كذلك استدل بقوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: ٢٦] وأن الزيادة التي وردت في الآية هي النظر إلى وجه الله تعالى كما جاء في الحديث الشريف.

ثم قال: وهذا بحمد الله مُجمع عليه بين الصحابة والتابعين وسلف هذه الأمة كما هو متفق عليه بين أئمة المسلمين، وهداة الأنام.

ثم ردّ على من أوّل الآية تأويلًا يجعل الرؤية غير مرادة، فقال: ومن تأوّل ذلك المراد بـ (إلى) - مفرد الآلاء - وهي النعم كما قال الثوري عن منصور عن


(١) الأساس، ٨/ ٤٨٠٦.
(٢) الأساس، ٧/ ٣٤٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>