للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعتقد أن الله لا يتدخل في شؤون خلقه، بل كان أرسطو يتصور أن الله منصرف عن خلقه أصلًا، ولا يعنيه من أمورهم شيئًا، فهو مشغول بكونه سعيدًا - تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا - ومن درس وضع العالم المعاصر يجد أن أكثر الخلق هذا شأنهم، فأكثر المجتمعات، وأكثر المفكرين لا ينكرون وجود الله، ولكن إيمانهم بوجوده يرافقه عدم استعداد للتلقي عنه، أو على الأصح استغراب أن ينزل وحيه، وأن يكون وحيه ملزِمًا وموجّهًا" (١).

ومن هنا نرى ضرورة اطلاع المسلم على الثقافات المختلفة، حتى يستطيع أن يردّ ما يجده معارضًا لدينه وعقيدته.

ولعل من أبرز الثمرات في فكر الشيخ، التي ظهرت بصماتها بوضوح في تفسيره انتماءه لحركة "الإخوان المسلمين" التي تشبع فكره من تعاليمها، فيرى أن الأصل في المسلم أن يكون جزءًا في جماعة، ويقول في هذا الشأن عند تفسير سورة الفاتحة: "رأينا من خلال سورة الفاتحة أن الأصل في المسلم أن يكون جزءًا من كل هو الجماعة، وأن الأصل في التربية الإسلامية أنها تقوم على التربية الجماعية" (٢).

والشيخ سعيد يحاول أن يعالج القضايا المعاصرة التي يمرّ بها المسلمون من خلال منهج الحركة الإسلامية، قال: "وإني لأرجو أن أكون بهذه السلاسل قد أجبت على كل شبهة، وأعطيت جواب الحركة الإسلامية على كل المسائل المعاصرة، ومن ثم فإني أرجو أن تكون نقاط أعلام مضيئة على طريق طويل، وضع النقاط الأولى فيه حسن البنا، ووضع النقاط التالية فيه حسن الهضيبي، ووضع نقاطًا مضيئة كثيرة فيه سيد قطب، وغيره من أبناء الحركة في الشرق الإسلامي، وعلى امتداد هذا العالم، فإن الكثيرين قد وضعوا من هذه النقاط على هذا الطريق" (٣).


(١) الأساس، ٥/ ٢٤٢٥.
(٢) الأساس، ١/ ٣٩.
(٣) الأساس، ١/ ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>