للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (١٠) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١١)} [الصف: ١٠، ١١] " (١) وهي محاولة قيمة تدل على دراية هذا الشيخ -رحمه الله- بعلوم التفسير فضلًا على الحس التفسيري السليم لديه.

٢ - ومما امتاز به هذا التفسير من تفسير شيخه أنه يربط الآيات القرآنية بالواقع الذي نعيشه، وهذا ملحظ هام وميزة تسجل للشيخ -رحمه الله- فعند قوله تعالى: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ} [الجن: ١٦] يقول: "وما أشبه الليلة بالبارحة فيما يعيشه العالم الإسلامي اليوم بين الاتجاهين المتناقضين الشيوعي والرأسمالي، وما أثبته الواقع من أن المعسكر الشيوعي الذي أنكر وجود الله، وكفر بالذي خلقه من تراب ... فإنه مفتقر لكافة الأمم الأخرى في استيراد القمح" (٢).

وعند قوله تعالى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (٨) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (٩)} [التكوير: ٨، ٩] يتحدث عن الوأد الحديث المتمثل في منع الحمل وأن منشأ الدعوة من اليهود (٣).

وعند الآيات الأولى من سورة المطففين يربط بين التطفيف وبين أكل أموال الناس بغير حق أيا كان هو وبأي وجه يكون ذلك (٤).

وعند قوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ} [البينة: ٥] يربط الآية في الرد على أولئك الذين يقولون بوحدة الأديان، وبأن في هذه الدعوة حقًّا وباطلًا (٥). وهكذا نجد الشيخ رحمه الله يربط بين هذه الآيات وبين الواقع الذي تعيشه الأمة (٦).


(١) المصدر السابق، ٨/ ٤٤٥.
(٢) المصدر السابق، ٨/ ٣١٩ - ٣٤٠.
(٣) انظر: المصدر السابق، ٨/ ٤٣٩ - ٤٤١.
(٤) انظر: المصدر السابق: ٨/ ٤٥٩.
(٥) المصدر السابق، ٩/ ٤٨.
(٦) انظر: أيضًا: ٨/ ١١، ٢٢، ٢٣٩ - ٢٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>