للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي في معنى النفي دخلت على (لم) وهي للنفي، فترافعا فبقي الفعل مثبتًا، قالوا: ومثله قوله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} [الزمر: ٣٦]. وقوله: {أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا} [الشعراء: ١٨] وعليه قول الشاعر:

ألستُم خيرَ مَن ركبَ المطايا ... وأَنْدَى العالمينَ بطونَ راحِ

فتقرر بذلك أنه تعالى يُعَدِّد عليه نعمه العظمَى، وقد ذكرنا سابقًا ارتباط هذه السورة بالتي قبلها (الضحى) في تتمة نِعَم الله تعالى على رسوله" (١).

ذلكم هو تتمة تفسير الشيخ عطية -رحمه الله- وقد وجدنا أنه مع إجلاله لشيخه وبرّه به في زمن قد قل فيه الوفاء من التلميذ لشيخه، وهو أمرٌ يحمدُ الشيخ عليه، أقول: مع ذلك كله إلا أننا نجد للشيخ ميزات في تفسيره تختلف عما في تفسير شيخه، وهذه قضية تربوية تدل على أصالة التفكير عندنا. فإجلال التلميذ لشيخه لا يمنع من أن يخالفه في بعض القضايا، وأن يكون له اتجاه فيما كتب.

فرحم الله الشيخين رحمةً واسعة وجعل عملهما المبارك في ميزان أعمالهما إنه سميع مجيب.


(١) المصدر السابق، ٨/ ٥٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>