للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قال مُعِدُّه للشاملة: لم يكتب المؤلف (د فضل عباس) رحمه الله، هذا الفصل، ولم يقرأه، كما هو مبين في المقدمة جـ٣/ ٥]

- تفسيره لقوله تعالى: {أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ}:

يقول الشيخ أبو زهرة: "والأزواج جمع زوج ذكرًا كان أو أنثى، فهي تطلق على المرأة المتزوجة، كما تطلق على الرجل المتزوج، وإلحاق التاء بها بالنسبة للمرأة قليل، نادر، لكنه صحيح ...

وقد يقول قائل: إن المرأة متعة الرجل في الآخرة، ونقول: إن الجزاء لهما معًا، فلها كلّ الثمرات التي للرجل، والأزواج متعة للرجل والمرأة، فهو متعتها وهي متعته، إن صحَّ هذا التعبير، ولذلك صرّح القرآن الكريم بأن الجزاء لهما ... " (١).

نفهم من كلام أبي زهرة - رحمه الله - أن كلمة الأزواج هنا تطلق على الرجل والمرأة على حد سواء، وهذا لا يقبل، لأن الأزواج هنا مراد بها المرأة بدليل {مُطَهَّرَةٌ} وإنْ كان يصح إطلاق (الزوج) على الرجل والمرأة في أصل اللغة. كما أنه لم يثبت في القرآن والسنّة أن المرأة لها زوج في الجَنَّة بشكل صريح، فالاستدلال عليه من هذه الآية لا يقبل - والله أعلم.

- تفسيره لقوله تعالى: {قَالوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} [البقرة: ٩٣]:

فصل الشيخ أبو زهرة بين قوله: {سَمِعْنَا} وبين قوله: {وَعَصَيْنَا} في تفسيره. إذ يقول: "وإنّ ما حكى الله تعالى عنهم من أنهم قالوا: {سَمِعْنَا} تُفسَّر على ظاهرها فإنه كان النداء قويًّا والجبل مرتفع عليهم {خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ} أي ما شرعناه لكم من شرائع بجد وعزم ... ".

أما ما حكاه سبحانه من أنه قالوا: {وَعَصَيْنَا} فيصح أن تخرج على أنهم قالوها بألسنتهم، وذلك بعيد يتنافى مع قوة الميثاق وتأكده، ومع طلب الأخذ بقوة، أي: بجد وعزم على التنفيذ، ولذا نستبعد ذلك الاحتمال لقيام القرائن ضده. وما


(١) أبو زهرة، ١/ ١٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>