للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إحداهما: تصريحه أن أحسن طرق التفسير وأصحها أن يطلب أول ما يطلب من القرآن ذاته، وأنه حين يعيينا ذلك فحسب ننتقل إلى السنة ..

أما القرينة الثانية من كلام الشيخ نفسه في هذه المقدمة فقوله بعد إذ فرغ من الحديث عن السنة (وحينئذ إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة، رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة .. ) (١).

ويناقشه أيضًا في وصف هذا اللون بأنه اجتماعي، باعتبار أن هذا التخصيص يهدر كثيرًا من التيارات التي تجمعت في مدرسة المنار ويقلل من أهميتها.

كما يأخذ عليه أنه يقبل ظاهرة التفسير العلمي في الاتجاه الهدائى -بينما يعترض على الظاهرة نفسها وينكرها إنكارًا شديدًا في اتجاه آخر، وفي الوقت الذي يعترض فيه على اللطائف والجواهر العلمية في تفسير الجواهر، باعتبارها تخرج بالتفسير عن أهدافه وأغراضه، يحاول تعليل استطرادات المنار بأن صاحبه رجل صحفي اتصل عن طريق مجلته بالناس فأراد أن يتمشى بكتابته مع الجميع فيثبت المتدين على دينه، ويرد الملحد عن إلحاده، ويكشف عن محاسن الإسلام (٢).

وأخيرًا يأخذ على الشيخ إغفاله لقضية المناهج الفتية في التفسير والأنماط والأشكال الحديثة التي عبرت حقيقة عن اتجاهات التفسير الحديثة (٣).

ونحن نوافق صاحب اتجاهات التفسير في جل ما ذكر من ملحوظات.


(١) دراسات في مناهج المفسرين ص ٢١٧ - ٢١٨.
(٢) ص ١١٥ - ١١٦.
(٣) ص ١١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>