معاني التفسير التي يهدف إليها القرآن الكريم في أسلوب شيق أخاذ وعبارة عصرية سهلة تخلص التفسير من الأساليب الجامدة المتحجرة.
ويقول هي موضع آخر.
يزعم الأستاذ الدكتور محمد حسين الذهبي هي كتابه (التفسير والمفسرون) أن فريقًا على رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- قائلون بشمول بيانه -صلى الله عليه وسلم- لجميع معاني القرآن. بدون استثناء مستندًا في هذا الزعم إلى ما قاله السيوطي في الإتقان، ثم في ما ساق من الشبهة له إلى طرف من مقالة شيخ الإسلام نفسه في مقدمته في أصول التفسير، وذلك إذ يقول الأستاذ رحمه الله اختلف العلماء في المقدار الذي بينه النبي -صلى الله عليه وسلم- من القرآن لأصحابه فمنهم من ذهب إلى القول بأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيّن لأصحابه كل معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه وعلى رأس هؤلاء ابن تيمية) أ. هـ. كذا ذكر السيوطي -رحمه الله- ذلك في الإتقان على أنه أحد احتمالين فهمهما من كلام شيخ الإسلام -رحمه الله- في هذه المقالة وفي غيرها، إذ يقول السيوطي: وقد صرح ابن تيمية فيما تقدم وغيره بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- بين لأصحابه تفسير جميع القرآن أو غالبه.
ولكنك إذا نظرت إلى جميع ما قاله شيخ الإسلام -رحمه الله- في هذه المقدمة نظرة منصفة لا تجتزيء فيها بمجرد ما تظهر الدلالة لك فيه من قول الشيخ وتبتر غيره مما ليس لك، بل تضم بعض قول الشيخ إلى بعض، نقول إذا نظرت إلى كلام شيخ الإسلام -رحمه الله- هذه النظرة فإنك سترى أن مثل هذا الزعم مما لم يصحبه التوفيق بالكلية، كيف لا وإن فيما سنسوقه بين يديك من البدهيات الآتية ما يقضي بسقوط من يقول بمقتضى مثل هذا الزعم عن درجة صغار العقلاء، فضلًا عن أكابر العلماء من أمثال شيخ الإسلام -رحمه الله- بل كيف لا ومعنا قرينتان مقالتان من قول شيخ الإسلام نفسه في هذه المجال صريحتان في أنه لا يمكن أن يعني بحال من الأحوال شمول البيان النبوي لجميع القرآن: