فقد ورد لفظ (الحق) في الآية مجملًا، لذا اختُلف في المقصود به على أقوال، أولها: زكاة الزروع، وثانيها: الصدقة، وثالثها: أن هذا الحق كان مفروضًا قبل الزكاة ثمَّ نُسخ بها.
ففي إعراب "أربعين" قولان: الأوّل أنها منصوبة بمحرّمة، وعليه يُوقف على قوله "يتيهون في الأرض" والمعنى أن التحريم والتيه مدّتهما أربعون سنة. والثاني أنها منصوبة بالفعل "يتيهون"، وعليه يُوقف على قوله "محرمة عليهم" والمعنى أن التحريم كان مؤبدًا، وأن التيه كان أربعين سنة. وأشار الكاتب إلى أن المعنى هنا أثر فيه كل من الإعراب والوقف، والحقّ هو العكس فالمعنى هو الذي أثر في الإعراب والوقف.
١٠ - الاختلاف في مرجع الضمير: ومثاله قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ}[الانشقاق: ٦] فقد اختلف في مرجع الضمير في قوله "فملاقيه" فقيل إنه عائد إلى قوله "كدحًا" وقيل إنّه عائد إلى قوله "ربك". وكلاهما صحيح. والخلاف في مرجع الضمير يعود إلى الخلاف في المعنى لا كما ذكر الكاتب.
١١ - الاشتراك اللفظي: وقد مثّل له بأمثلة للاشتراك في الاسم والفعل والحرف. ومن الأمثلة التي ساقها قوله تعالى:{إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا}[طه: ١٥] فالإخفاء ورد في اللفظ بمعنيين متضادّين هما الكتم والإظهار وقد ورد التفسير بكليهما.