الثمر منّة من الله ونعمة لم تعمله أيديهم ويؤيد هذا المعنى قوله تعالى:{أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ}[الواقعة: ٦٤] على هذا المعنى تكون (ما) نافيةً.
٣ - قال تعالى:{وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}[الفجر: ٢٢].
يظنّ كثير من الناس أنّ المعنى: جاء ربُّك وجاءَ الملكُ صفوفًا صفوفًا.
وبناءً عليه تكون الواو الثانية في قوله (والملك) عاطفةً.
ولكن التحقيق الذي لا معدل عنه: أنّ المعنى: جاء ربك والملكُ مصطفّون صفوفًا صفوفًا، وبناءً عليه تكون الواو الثانية في قوله (والملك) حالية.
اختلف المفسّرون في المراد من قوله تعالى:{وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} قال بعضهم: المعنى أقسم بهذا البلد وبوالد وما ولد وأنت مستحَلٌّ به، أيْ إنهم استحلّوا حرمتك وآذوك في هذا البلد الحرام، وعلى هذا المعنى تكون جملة (وأنت حل بهذا البلد) معترضةً بين القسمين: أعني القسم بالبلد الحرام والقسم بوالد وما ولد.
وقال آخرون: معنى قوله {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} أي: وأنت مقيمٌ بهذا البلد. وعليه يكون القسم بهذا البلد حال إقامتك فيه.
وقال غيرهم: جملة (وأنت حلّ بهذا البلد) هي وعدٌ من الله لسيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأنّ الله سيمنّ عليه بعد هجرته بفتح مكة فتصير حلالًا له. وهذا من قبيل الإعجاز القرآني في الإخبار بالمغيبات. ويؤيد هذا قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ الله حرّم مكة، وإنما أحلّت لي ساعة من نهار". وعلى هذين المعنيَيْن الثاني والثالث تكون جملة "وأنت حلّ بهذا البلد" حالية.
وأكتفي بهذه الأمثلة لبيان أن الإعراب فرع المعنى وليس المعنى فرع الإعراب كما يُفهم من عبارة كثير من الكاتبين.