للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تفسير الآية الكريمة لنفسر الآية الكريمة بأصحها وأفضلها وأرجحها، والله أعلم بما ينزل.

٢ - قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} [البقرة: ٢٠٨] وقوله تعالى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا} [الأنفال: ٦١]، وقوله تعالى: {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ} [محمد: ٣٥] فالسلم في الآية الأولى يرى أكثر المفسرين أن المراد به الإِسلام، فهو أمر للمؤمنين أن يدخلوا في الإِسلام كافّة أي أن يأخذوا شرائع الإِسلام كلها لأنَّ الدين كلّ لا يتجزّأ، فـ (كافّة) ترجع إلى الإِسلام لا إلى المؤمنين، أي "ادخلوا في الإِسلام كله" فلا تتركوا أمرًا من أوامره أو نهيًا من نواهيه. بينما السلم في الآيتين الأخريين يراد به المسالمة والصلح، فالآية الثانية تبيّن للنبي عليه وآله الصلاة والسلام، وللمسلمين أن الأعداء إن مالوا إلى المسالمة دون أن يكون لكم عندهم حقوق وكنتم في مركز قويّ فأجيبوهم، أما الآية الثالثة فتحذر المسلمين من أن يخضعوا إلى عدوّ الله وعدوّهم، وأن يضعفوا ويستسلموا كما هو الحال في هذه الأيام. وهكذا ترى كيف يرجّح السياق حمل الكلمة على المعنى الأليق بها من حيث اللغة.

٣ - قوله سبحانه: {قَالوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (١٥٣) مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [الشعراء: ١٥٣ - ١٥٤] هذا ما قالته ثمود لنبي الله صالح عليه الصلاة والسلام، ثمَّ جاء قوله سبحانه في السورة نفسها: {قَالوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (١٨٥) وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا} [الشعراء: ١٨٥ - ١٨٦].

وكلمة (مسحَّر) لها معنيان في اللغة:

أ - الذي يأكل ويشرب، واستدلوا له بقول السيدة عائشة -رضي الله عنها -: "توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بين سحري ونحري" (١).


(١) ذكر ابن الأثير معنيين للسَّحْر: الرئة، وما لصق بالحلقوم من أعلى البطن (٢/ ٣٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>