اختلف المفسرون في الآيتين فذهب بعضهم إلى أن المقصود ما يفتح به الله على المسلمين من بلاد أعدائهم، فكم من بلاد كانت في حوزة أعداء الإسلام ففتحها الله لعباده. وبالتالي نقصت أرض المشركين (١).
وقال آخرون: إن معنى قوله (تنقصها من أطرافها) أي نهلك ساداتها ورجالاتها من ذوي الشأن والسؤدد وهذا إطلاق معروف في اللغة، لكن بعض المفسرين في العصر الحديث فهم من الآية معنى آخر.
يقول الأستاذ رشيد رشدي العابري -رحمه الله- في كتاب (بصائر جغرافية):
غير أن الأرض على الرغم من الدلائل المذكورة القطعية على كرويتها بصورة عامة فإنها غير تامة وغير منتظمة التكوير، فتنقص الأرض عن استدارتها قليلًا من جهتين: الأولى: من طرفيها الشمالي والجنوبي حيث القطبان، والثانية: من جهة أطراف محيطها بصورة عامة.
أما من الجهة الأولى: من طرفيها الشمالي والجنوبي. حيث القطبان فهي مفلطحة وناقصة التكوير خلافًا لطرفي خط استوائها، فإنها منبعجة وبشكلها هذا دعيت هندسيًّا بأنها قطع ناقص مجسم ولذلك قل قطرها القطبي عن قطرها الاستوائي فطول قطبي الاستوائي الأرضي (١٢٧٥٤.٨) كيلو متر، وطول قطرها القطبي (١٢٧١٢.٢) كيلو متر، فالفرق بينهما (٤٢.٦) كيلو متر ونسبة هذا الفرق كنسبة (١/ ٢٩٩) وبرهن العلماء على أن الأرض أخذت هذا الشكل نتيجة دورانها حول نفسها، وهذه الظاهرة لم تعرف حتى (١٦٧٢ م) ...
(١) وهذا يبعث في النفس ألمًا وحرقة، فها هي أرض المسلمين حتى مقدساتهم يعيث فيها أعداؤهم فسادًا وقد سُلبت بعد أن سُلبَ المسلمونَ شخصيتَهم.