للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هكذا "أولم يروا" وأن آية سورة الأنبياء جاءت هكذا "أفلا يرون". ونحن نعلم أنّ (لم) تقلب المضارع إلى الماضي فهذا النقصُ أمرٌ ثابت ماضيًا كما في سورة الرعد وحاضرًا ومستقبلًا كما في سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

٢ - قوله تعالى {مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ} [الحج: ٥] وسنتحدث عن هذه الآية فيما بعد عند تفسير بعض آيات سورة الحج.

٣ - قوله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَال تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} [النمل: ٨٨].

ذهب جل المفسرين إلى أن هذا سيكون في الآخرة حينما تدك الجبال ثم تكون كالعهن المنفوش، ثم تنسف نسفًا وتمرّ مرّ السحاب، غير أن بعض العلماء المحدثين رأى أن لهذه الآية الكريمة معنى آخر يسنده العلم الحديث.

يقول الأستاذ رشيد العابري:

"هذه الآيات (١) تشير إشارة صريحة إلى أن الجبال تدك دكًا وتنسف نسفًا، فتصبح اليابسة في سوية واحدة عن سطح البحر وهي مسطحة منبسطة لا ارتفاع فيها ولا انخفاض وذلك في يوم ما وهو ما يدعى يوم القيامة، وإذا أمعنا النظر في الآيات المذكورة وجدنا أن النسف والدك قد يقعان على حالتين الأولى أن الجبال تدك دكة واحدة بدليل الآية {وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَال فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً} [الحاقة: ١٤]، الحالة الثانية: أن يقع النسف والدك على التتابع والتعاقب بدليل الآية {إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا} [الفجر: ٢١] أي تدك دكات متعاقبة ... يقول الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد ... "إن معناه دكًا بعد دك، أنه كرر


(١) وهي قوله تعالى: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (٩)} [الطور: ٩] وقوله: {إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (٤) وَبُسَّتِ الْجِبَال بَسًّا (٥) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (٦)} [الواقعة: ٤ - ٦] وقوله: {يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَال وَكَانَتِ الْجِبَال كَثِيبًا مَهِيلًا} [المزمل: ١٤] وقوله: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (١٠٥) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (١٠٦) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا} [طه: ١٠٥ - ١٠٧] وغيرها من الآيات.

<<  <  ج: ص:  >  >>