للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بنقصك أهلَ الفضلِ بان لنا ... أنك منقوصٌ ومفضولُ

ولا أدعي لنفسي إحراز الفضل والاستبداد بالخصل فأكون كما قال بعضهم:

ويسيء بالإحسان ظنًّا لا كمن ... هو بابنه وبشِعرِه مفتون (١)

انتهى كلام صاحب الطراز.

وهكذا أئمتنا رحمهم الله تعالى يعترف اللاحق منهم بفضل السابق ولا يدّعي أنه صاحب الفضل وحده.

أولئك آبائي فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع

وأعتذر أن أطلت النقل فلقد رأيتني مضطرًا لذلك لما يجد القارئ من جحود فيما ذكرته الدكتورة وحبذا لو انصفت، فعرضت لشيء من الحسنات مع ما تود ذكره من سلبيات ومثالب، سامح الله الدكتورة عائشة عبد الرحمن ونسأل الله أن يمن علينا بنعمة الشكر: شكر الله، ثم شكر أئمتنا الذين أجهدوا أنفسهم رفعًا للواء الدين. وجنَّبَنا اللهُ الحيفَ حتى لا يحيف علينا غيرنا.

ثم الملحوظة الثانية نسجلها ونحن نعجب كيف تخفى على من كان لها نسب في الشيوخ عريق وهي تعلق على قول العلوي في الطراز "ثم لو عذرنا من كان منهم ليس له حظ في المباحث الكلامية ولا كانت له قدم راسخة في العلوم الإلهية وهم الأكثر منهم السكاكي وابن الأثير وصاحب التبيان" (٢) تعلق على هذه العبارة بقولها: "لعله ابن القيم الجوزية صاحب كتاب التبيان في أقسام القرآن" (٣) وابن القيم كما نعلم ويعلم غيرنا كان ذا باع في العلوم الإلهية والمباحث الكلامية هذا أولًا. وأما ثانيًا فكتاب التبيان لابن القيم ليس له دخل في الإعجاز وإنما يتحدث


(١) كتاب الطراز للإمام يحيى بن حمزة العلوي. ط دار الكتب العلمية ج ١، ٣ - ٤.
(٢) المرجع السابق ج ٣ ص ٣٦٨.
(٣) انظر الإعجاز البياني ص ٢٣ بالهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>