عن أقسام القرآن. وأما ثالثًا فقد كان الرجلان متعاصرين فابن القيم توفي سنة ٧٥١ بينما توفي العلوي سنة ٧٤٩. وأما رابعًا فكتاب التبيان كما رأينا ذكره صاحب الطراز منسوبًا للإمام عبد الكريم أو عبد الواحد وليس هذا اسم ابن القيم بالطبع (١). ما كنا نظن أن الكاتبة تقع في مثل هذا الخطأ العلمي ولكل جواد كبوة، وجل من لا يسهو.
الملحوظة الثالثة: وهي تتكلّم عن الحرف القرآني من حيث زيادته أو حذفه، وبعد أن تحدثت عن الباء في خبر ليس و (ما) المشبهة بها - كان لها - والحق يقال - لفتات جيّدة ولمحات في الحرف القرآني، ما له من سر وما يؤديه من رسالة، نقول هذا ونحن نعترف للكاتبة فلا نقف منها ذلك الموقف الذي وقفته من الأئمة والعلماء، وبعد ذلك عوضت لما عدّوه محذوفًا من الحروف وذكرت من ذلك آيات ثلاثًا وهي قوله سبحانه:{قَالوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ}[يوسف: ٨٥]{يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا}[النساء: ١٧٦]{وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}[البقرة: ١٨٤] حيث ذكرت أن النحويين يقدّرون (لا) .. "أي تالله لا تفتأ" .. يبين الله لكم لئلا تضلوا" .. وعلى الذين لا يطيقونه .. وهذه الآية الأخيرة هي ما يعنينا هنا فلقد أطالت الكاتبة فيها القول، ولكنها - والحق يقال - جانبها الصواب والدقة الموضوعية. ولكي لا يتهمنا القاريء الكريم بالتحامل وعدم الإنصاف، نرى من الخير أن ننقل بعض عباراتها، حتى يكون القارئ على بينة من الأمر. تقول: منهم من قال إنها منسوخة والقول بنسخها هو أول ما أورده الطبري من الأقوال في تفسيرها: .. قال بعضهم كان ذلك في أول ما فرض الصوم وكان من أطاقه من المقيمين - غير المسافرين - صامه إن شاء، وإن شاء أفطره وافتدى فأطعم لكل يوم أفطره مسكينًا، حتى نسخ ذلك، فلم تزل الرخصة إلا للمريض والمسافر".
(١) انظر مقدمة كتاب البرهان الكاشف عن إعجاز القرآن لابن الزملكاني وما كتبه الدكتور شوقي ضيف في كتاب البلاغة. تطور وتاريخ.