للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنده وقت وروده فضل تمكن).

أما الآية الثانية، فأذكر هنا ما قاله ابن تيمية في سورة التكاثر (١) قيل فيها {حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ}، تنبيهًا على أن الزائر، لا بد أن ينتقل عن مزاره فهو تنبيه على البعث ولقد قال مثل هذا القول كذلك، صاحب روح المعاني، وزاد عليه قوله (وفيه إشارة إلى قصر زمن اللبث في القبور) (٢).

وعند تفسير قوله تعالى: {يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ} [النازعات: ١٠] لا ترى المؤلفة أن هذا الاستفهام يقصد به التهكم، وإنما هذا القول يكون منهم في الآخرة.، وترد ما قاله المفسرون، محتجة باستعمال الفعل المضارع أولًا (يقولون)، وبمجيء الفعل الماضي ثانيًا (قالوا) ولقد أجاب المفسرون عن هذا كله. وذكر العلامة الآلوسي ما فيه الكفاية. وقولها بأن هذا يكون في الآخرة لا يتفق مع سياق الآية.

وعند تفسير قوله تعالى: {فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى} ترى أنه لا داعي للبحث عن تعيين تلك الآية، أهي العصا أم غيرها؟ مع أن ضم الآيات بعضها إلى بعض، وبخاصة ما ورد في سورة الشعراء، يسهل علينا إدراك تلك الآية.

ثانيًا: تلوم على المفسرين لأنهم يوردون أقوالًا كثيرة، هي إلى الحشو أقرب. ومع أنها اتجهت اتجاهًا خاصًّا في التفسير، أعني الاتجاه البياني، ومع أنها تذكر أن المفسرين أوردوا أقوالًا ولا تود أن تذكرها هي، إلا أنها لا تدع قولًا، حتى من التفسيرات الباطنية إلا وتذكره كما فعلت في تفسير {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} حيث ذكرت أربعة أقوال من تفاسير الباطنية، وهكذا تجعل صاحبة التفسير البياني، سامحها الله، القارئ في متاهة، من كثرة ما تورد من أقوال، حق على المفسر البياني أن يتجنبها، وهكذا تستمر، وهذا هو دأبها دائمًا.


(١) مجموع فتاوى ابن تيمية جـ ١٣، ص ٥١٧.
(٢) تفسير روح المعاني جـ ٣٠، ص ٢٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>