للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حسن التعبير وقوته ودقته، أم من جهة اللفظ وجرسه، وما لذلك كله من صلة بالفكرة المعروضة والفن الأدبي (١) وهذا المنهج كما نرى مشوق للقارئ لأنه لا يدخله في متاهات، ويجعله موزعًا بين الغث والسمين من الأقوال الكثيرة، فضلًا على ما فيه من شمول للمعنى، وعمق في البحث وجودة في العرض.

ولعل مما يزيد الأمر وضوحًا أن ننقل مقطعًا من كتابته، وليكن من دراسته لسورة (العاديات). لقد تكلم الأستاذ عن هذه السورة في سبع نواح نعرضها فيما يلي:

أولًا: يأتي بالمعنى الإجمالي للسورة بكلام متراص يظهر ترابط الآيات.

ثانيًا: يقسم السورة إلى ثلاثة أقسام وخاتمة، فيقول:

(أما القسم الأول: فهو مشهد من مشاهد صراع الإنسان في هذه الحياة للتسلط وكسب المال، مشهد فرسان يغيرون على جماعة أخرى .. وهذه الصورة ترمز إلى جميع أنواع العدوان في ميادين الصراع بين البشر، الذي يكون الاعتداء طريقه.

وأما القسم الثاني: فهو تحليل سريع موجز لنفسية الإنسان: إنه شديد الحب للمال كفور بنعمة الله ..

والقسم الثالث: إهابة وتنبيه وتذكرة بالمصير بعد الفناء.

وتختم الأقسام الثلاثة بهذه الآية. التي هي آخر المراحل {إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ}.

فمن صراع في هذه الحياة .. إلى موت يعقبه بعث وحساب .. حيث يكون المحاسب هو الله) (٢).


(١) ص ٥.
(٢) دراسة أدبية ص ١١ - ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>