للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم ينتهي الأستاذ المبارك من التقسيم بتلخيص لذلك فيقول: (إن هذا النص كما ترى غني بمشاهده وأفكاره، بالنسبة إلى قصره وإيجازه، ولكن الفكرة الأساسية في الآية الأخيرة، والتي نستطيع أن نلخصها، في قولنا، إنها مسؤولية الإنسان العظمى أمام الخالق بعد هذه الحياة، وكل ما تقدمها من مشاهد وأفكار كان وسيلة للوصول إليها) (١).

ثالثًا: وينتقل بعد ذلك إلى قيمة الأفكار الواردة في النص فيذكر ثلاث نواح، يبين صلتها فيما بينها أولًا، ويعرض ما في القرآن من أفكار سامية، يهتدي إليها عقل الباحث المؤمن ثانيًا، يقول:

١ - لا شك أن الانتقال من المسؤولية القبلية المحدودة الأثر في حياة العرب قبل الإسلام، إلى هذا النوع من المسؤولية الإنسانية العميقة .. انتقال عظيم جدًّا. وهذه المقاييس المتجلية هنا ترينا تقدمًا عظيمًا في ميدان التفكير الأخلاقي.

٢ - ولا يقتصر الأمر على هذه القيمة، فقد تضمن هذا النص القرآني أفكارًا عن الإنسان ونفسيته ومسؤوليته الأساسية، لم تبلغ مرحلة بحثها إلا قليل من الحضارات الراقية، وبعد تطورات كبيرة في الفكر والمجتمع .. وهذه ناحية بارزة من نواحي الإعجاز.

٣ - وإن فكرة مسؤولية الإنسان العظمى .. من العقائد الأساسية التي تضمنها القرآن. وجعلها ركيزة أساسية في نظامه الأخلاقي والتشريعي، وجزءًا من فلسفة الحياة التي جاء بها (٢).

رابعًا: ونراه بعد ذلك يأتي بخصائص النص الفكرية، فيصوغها في خصائص ثلاث مركزة، وبكلمات موجزة وافية. يقول تحت هذا العنوان:


(١) دراسة أدبية ص ١١ - ١٢.
(٢) دراسة أدبية ص ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>