(تبدو في النص وحدة موضوعية واضحة تدور حول فكرة المسؤولية ولذلك كان بين أجزاء النص ارتباط وتسلسل، ويعتمد النص على العنصر النفسي واعتبار النيات في تحديد المسؤولية)(١).
خامسًا: ثم يأتي إلى فن العرض أو الطريقة الأدبية ولنستمع إلى كلام الأستاذ هنا وهو يلقي الضوء على فنه في العرض. يقول: (لقد وَضَعَنا النَّصُّ رأسًا أمام مشهد واقعي حي من مشاهد الحياة، ينبض بالحركة والحياة .. ولقد اعتمد النص في هذا القسم الأول على الوصف، الذي يكاد يكون على إيجازه قصة أو مشهدًا من قصة .. ولقد كان افتتاح السورة بهذا المشهد مفاجأة مثيرة للخيال، ولا سيما بالنسبة للعرب الذين تثيرهم صورة الغزو.
أما طريقة القسم الثاني فقد كانت التحليل النفسي، فقد انتقلنا من مشهد واقعي .. إلى التأمل في نفسية الإنسان. ومن الصورة الحية .. إلى التأمل الباطني .. ومن الصورة الحسية إلى الحقائق المجردة النفسية.
وقد عاد النص في القسم الثالث إلى طريقة الوصف والتصوير .. فكأن هذا القسم في طريقته .. جمع بين التصوير الحسي الرائع والتحليل النفسي في آيتين تصفان حادثة واحدة.
أما الخاتمة فقد جاءت على طريقة الإحكام المجردة، بعد أن هيئت النفس بتلك الصور الحسية .. والصور النفسية.
سادسًا: وبعدها يتكلم الأستاذ المبارك عن صياغة الآيات فيقول:
(لقد كانت الآيات إجمالًا قصيرة في جميع أنحاء السورة، متناسبة في قصرها مع سرعة الانتقال في تصوير الحركات، أو مع إيجاز الأفكار في التحليل النفسي، ومقتصرة على العناصر الأساسية للجملة، خالية من الزوائد