أ- وبعد أن شرح كيف يتغير لون الشمس من الأحمر إلى الأبيض وأسباب ذلك يقول:{وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا} معناه: أنَّه تعالى أخرج من أجرام السماء غير الأرضية المظلمة المسواه، ومع إغطاش ليلها، ضوءًا متغير الألوان حتى صار مثل ضوء الشمس في وقت الضحى، ليشير بذلك إشارة قوية محدودة، إلى أنه أخرج منها ضياءً متدرجًا في ألوانه، كما يخرج ضوء الشمس الواصل إلى الأرض من خلال الهواء، متدرجًا في ألوانه من الأحمر في بدء الشروق، إلى الأبيض اللامع الساطع في وقت الضحى، وتكون الأجرام في أثناء ذلك قد أصبحت نجومًا).
ب - بعد أن تكلم عن تغير ألوان المعادن والأحجار، بارتفاع درجة حرارتها من الأحمر حتى الأبيض في الدرجات العليا، يقول بانيًا على تلك الحقيقة (يكون في قوله تعالى: {وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا} إشارة قوية إلى أنه تعالى. رفع درجة حرارة أجرام السماوات المظلمة الغازية، تدريجيًا مع إغطاش ليلها، فصار يخرج منها أولًا ضوء أحمر برتقالي، ثم أصفر وأخيرًا أبيض ساطع كضوء الشمس في وقت الضحى، فأصبحت نجومًا مكونة من لهب مستعرة، أي غازات في درجة حرارة مرتفعة .. ).
ج- ثم يتكلم عن الجمع بين الإغطاش والضحى بواو المعية، يقول:(لذلك نرى أن الجمع بين العمليتين بواو المعية، إشارة قوية إلى أن عملية إغطاش ليل الأجرام، تسبب عنها إخراج الضحى من الأجرام. أي أن زيادة كثافتها وتقلصها، أدى إلى رفع درجة حرارة الأجرام تدريجيًا حتى صارت نجومًا، يخرج منها ضوء متدرج في ألوانه)(١).