للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الأحاديث القولية فقط، ومن يرى أن تفسيرات الرسول - صلى الله عليه وسلم - قليلة يستند إلى حديث السيدة عائشة (ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفسر شيئًا من القرآن إلا آيًّا بعدد علمهن إياه جبريل) (١).

ويذكر الكاتب أن السنة عرضت لبعض القضايا العقدية، وذلك مثل رؤية الله تعالى في قوله: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعام: ١٠٣]، ويرى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يعرض لتفسير ألفاظ القرآن الكريم من الناحية اللغوية، وأن تفسيره لكلمة (أعدوا) ولكلمة (الظلم) لا يعد من هذا القبيل (٢).

ومن القضايا التي لم يفسرها الرسول - صلى الله عليه وسلم - المتشابهات التي استأثرها الله بعلمه، والآيات الكونية، والحقائق العلمية، وحكمة التشريع، وأسرار إعجاز القرآن الكريم، تلك التي تدل على صدق الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

وفي المبحث الثاني يتحدث عن تفسير الصحابة

فالصحابة هم ورثة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فقد كانوا أعلم الناس بتفسير كتاب الله حيث نزل بلغتهم التي يعرفون فقه ألفاظها وتراكيبها وأسبابها، أما ما وراء الألفاظ والمعاني من الاستنباطات الدقيقة فلم يكن يعرفه العلماء من الصحابة وهذا ما يراه ابن خلدون، ولكن الذهبي يخالف في ذلك ويذهب إلى أن الصحابة لم يكونوا كلهم يفهمون معاني الألفاظ والتراكيب.

إن الصحابة لم يكونوا كلهم على درجة واحدة من المستوى العقلي، فقد أوتي


(١) قال الهيثمي: أخرجه أبو يعلى والبزار وفيه راو لم يقرر اسمه عند واحد منهما. مجمع الزوائد (٦/ ٣٠٣). وذكر الطبري أنه حديث مطعون فيه، إذ في إسناده محمد بن جعفر الزبيدي وهو متروك الحديث [(١/ ٨٩)].
(٢) وما ذكر حقٌّ، فإن الصحابة هم أهل اللغة، فهم ليسوا بحاجة إلى تفسير ألفاظ القرآن من هذه الناحية، ولكن لأن القرآن كتاب سماوي، ولأن القرآن استعمل الألفاظ المعروفة في معاني جديدة، اضطروا لسؤال النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>