للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلف وطريقتهم، يقول الشيخ رشيد ردًّا على ما قاله الأستاذ الإمام في حاشيته على شرح الجلال الدواني للعقائد العضدية (١)، في شرحه لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في افتراق الأمة إلى فرق شتى: (ونقول: إن هذا الكلام من الأستاذ، يدل على أنه كان في عهد تأليفه لهذه الحاشية، أيام اشتغاله بعلم الكلام في الأزهر ... ولكنه كان ينقصه سعة الاطلاع على كتب الحديث، وإذن لجزم بأن الذين هم على ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه هم أهل الحديث وعلماء الأثر ... وقد كان رحمه الله تعالى توغل في مذاهب الكلام والتصوف جميعًا ... فهداه الله بإخلاصه إلى مذهب السلف الصالح مجملًا ثم مفصلًا والرجوع عما خالفه من الكلام والتصوف تدريجيًا) (٢)، هذا هو رشيد مع الشيخ محمد عبده. كذلك ترى رشيدًا يخالف ابن كثير، وينبه على ما أورده من إسرائيليات.

ولقد خالف الشيخ رشيد ابن القيم، في مسألة وصول ثواب قراءة القرآن للميت حيث أجازه ابن القيم، ولكن رشيدًا لم يرضَ هذا منه، فاورد رأيه وناقشه. يقول الشيخ رشيد: (عفا الله عن شيخنا وأستاذنا المحقق، فلولا الغفلة عن تلك المسألة الواضحة، لما وقع في مثل هذه الأغلاط، التي نردها عليه ببعض ما كان يردها هو في غير هذه الحالة، وسبحان من لا يغفل ولا يعزب عن علمه شيء) (٣).

ولقد كان ابن تيمية وابن القيم يعتقدان بإمكان ضر الجن والشياطين للناس ولكن رشيدًا يرى أن الشياطين تتسلط بالإغواء فقط، أو على الأقل أن أكثر ما يتحدث به الناس، إنما هو من الخرافات التي لا أصل لها (٤).


(١) تفسير المنار جـ ٨ ص ٢٢٢.
(٢) هذا ما ذكره الشيخ رشيد، ولكن يظهر أن تأثر الشيخ محمد عبده بكتب التصوف وبخاصة الأحياء لازمه حياته كلها، انظر كلامنا حول ذلك ص ٢٣.
(٣) تفسير المنار جـ ٨ ص ٢٥٨.
(٤) تفسير المنار جـ ٨ ص ٣٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>