للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ترى لو وضعت هذه الفرضيات في ميزان العلم اليوم، فماذا سيقول عنها؟ وكم هي نسبة ما يثبت منها أمام مستجدات الأمور؟ ! .

وفي قوله سبحانه: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٣٨)} [يس: ٣٨] ذكر الشيخ نظرية علماء الفلك في أمر الكواكب واستقرارها، ثم خلص إلى أن القرآن أثبت ما دلّ على صحته الكشف الحديث من أن الكواكب متحركة، ثم قال:

(وقد طلبت إلى الأستاذ عبد الحميد سماحة وكيل المرصد الفلكلي المصري بحلوان أن يدلي إليّ بما أثبته علماء الفلك حديثًا في النظريات التي تضمنتها الآيات فكتب إليّ ما يلي ... ).

وذكر أربع آيات (دلائل على الإعجاز) تستفاد من هذه الآية الكريمة (١).

وقد استطرد الشيخ رحمه الله فيما سماه (نظريات) تضمنتها الآيات، ومعلوم أن النظرية غير الحقيقة، فالنظرية أمر قابل للدراسة والثبوت أو البطلان مع تقدم العلم ودقة التجارب.

وقد يستطرد الشيخ في ذكر معلومة لا تلزم لفهم النص، من ذلك: ما جاء في قوله سبحان {وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ} [المرسلات: ٢٧] يقول: (وهذه الجبال متصلة بالطبقة الصّوانية التي هي أبعد طبقات الأرض عن سطحها، وتلك الطبقة تضم في جوفها كرة النار المشتعلة التي في باطنها وظاهرها هذه القشرة التي نحن عليها) (٢).

ومن ذلك استطراده في بيان معنى البروج في سورة البروج، إذ يقول: (واحدها برج، ويطلق على الحصن والقصر العالي، وعلى أحد بروج السماء الأثني عشر، وهي منازل الكواكب والشمس والقمر) (٣).


(١) المرجع السابق ٢٣/ ١٠ - ١٤.
(٢) انظر المراغي ٢٩/ ١٨٤.
(٣) المصدر السابق ٣٠/ ٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>