وهل يجوز إقامة المصانع العملاقة الحربية في مكان ويُحظر في مكان آخر .. ؟ وهل كُتب على العرب والمسلمين تحريمُ الصناعات، وهو حِلٌّ للغرب وحليفتهم إسرائيل؟ .
إخوة الإيمان، إذا كلفت الضربة الأمريكية الأخيرة للسودان والمخيمات في الأفغان مائةً وخمسين مليون دولار كما يقال، فهل ذلك قمعٌ للإرهاب أم هو بذاته نوعٌ من الإرهاب واشفزازٌ للمشاعر في العالمين العربي والإسلامي وخلق لأجواء الإرهاب؟
معاشر المسلمين لابد أن نفهم المصطلحات وما وراءها، ولابد أن نعي الأهداف من وراء الضربات، وإذا نظر البعض إليها على أنها محاولةٌ لستر السوءات وتغطية الفضائح، فهناك نظرةٌ أكثر عمقًا لهدف هذه الضربات والممارسات وغيرها وتقضي بكونها حربًا عقائدية مسيَّسة تقف اليهودية والنصرانية في طرف، والإسلام طوف آخر .. ومن استبعد هذه النظرة. فليراجع كتاب الله فيه من أمثال قوله تعالى:{وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ... }.
وليراجع تصريحاتٍ أبى الله إلا أن تَفلتَ بها ألسنةُ القوم وهي تكشف عن الأهداف المبيتة والتخوف من الإسلام وأهله، ومن أواخر تصريحاتهم ما قالته وزيرة الخارجية الأمريكية بعيد ضرب السودان والأفغان، قالت:«عندما تتعرض الولايات المتحدة لاعتداء سواءٌ في الحرب العالمية الأولى، أو الحرب العالمية الثانية، أو الحرب الباردة، فإننا نحتاج إلى جهد متواصل ضد ما يمثل التهديد الرئيس في نهاية القرن الحالي، وبداية القرن المقبل .. »(١).